يُعد داء فقدان المناعة البشرية المكتسب (السيدا) من القضايا الصحية والاجتماعية ذات الأهمية البالغة، والتي تستدعي اهتماماً مستمراً من جميع الأطراف.
تلعب وسائل الإعلام دوراً محورياً في توعية المجتمع وتثقيفه حول هذا المرض، مما يسهم في تغيير سلوكيات الأفراد وتقليل المخاطر.
في هذا السياق، عقد مساء اليوم الخميس 12 شتنبر 2024 ندوة وطنية بالرباط حول التغطية الاعلامية لفيروس فقدان المناعة البشري / السيدا، بهدف تحسين الإعلام وتفعيل دوره في التوعية والوقاية.
تأتي هذه الندوة في إطار الجهود الوطنية لتفعيل المخطط الوطني للسيدا وحقوق الإنسان، والذي قد يتم إغفاله أحياناً، حيث تسعى جمعية محاربة السيدا وشركاؤها، إلى تعزيز دور الإعلام في مكافحة هذا الوباء.
رغم الجهود المبذولة لتقليص انتشار الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة والعموم، ما زالت الحاجة ملحة لتكثيف العمل وإشراك الإعلاميين في نشر المعلومات الدقيقة وتعزيز الوعي دون وصم أو تمييز.
وفي تصريح لجريدة الكوليماتور، أوضح الدكتور محمد الخماس، المسؤول عن الأنشطة الدولية بجمعية محاربة السيدا، أن الهدف من النشاط هو تسليط الضوء على دور الإعلام في تعزيز الوقاية، مشيراً إلى أن التقدم العلمي جعل السيدا مرضاً مزمناً يمكن التعايش معه.
وأضاف الخماس أن الوصم والتمييز الناتجين عن المعلومات المغلوطة يشكلان تهديداً حقيقياً للوقاية والعلاج.
من جانبها، أكدت غزلان أزندور، المكلفة بالترافع النوع وحقوق الإنسان في الجمعية،أن أهمية دور الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول السيدا هو دور مهم جدا.
وأشارت إلى أن الإعلام يمكن أن يساعد في تغيير التمثلات والأحكام المسبقة المتعلقة بالمرض، مضيفة أن المعلومات غير الدقيقة يمكن أن تؤدي إلى تعزيز الوصم والتمييز، مما يعرقل جهود الوقاية والتكفل بالمصابين.
بدوره، شدد يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، على ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة واحترام القوانين، وأشار إلى أهمية الدقة في تقديم المعلومات والتعاون مع الخبراء والمتخصصين لضمان صحة الأخبار، مبرزاً أهمية التكوين المستمر في مجال التغطية الإعلامية للأمور الصحية.
تأتي هذه الندوة لتؤكد على ضرورة دور الإعلام في التصدي لداء السيدا من خلال تقديم معلومات دقيقة وموضوعية، من الضروري تكثيف الجهود لتقليل الوصم والتمييز وتعزيز الوعي السليم، مما يساهم في تحسين الوقاية والعلاج.
إن العمل المشترك بين الإعلاميين والجمعيات المتخصصة يعتبر خطوة أساسية في مواجهة هذا التحدي الصحي والاجتماعي.