في ليالي شهر رمضان المبارك، تتحول الشوارع والأحياء إلى ساحة للروحانية والتفاعل الاجتماعي، حيث تسود أصوات الصمت وتنعكس أصداؤها بواسطة طبول الطبالين ونفير النفارين، لتعلن بدء سحور جديد في هذا الشهر الفضيل. إن هذه المهنة، المتمثلة في تواجد الطبال والنفار، ليست مجرد وظيفة عابرة، بل تعتبر جزءًا حيويًا من التراث والثقافة في العديد من المدن المغربية، حيث تحمل بين طياتها ذكريات ومعاني يترقبها الناس بشوق خاص.
يكمل نعيم حميد ابن مدينة سلا، وأحد الطبالين الذين يعملون في شوارع رمضان بحي الرحمة ،منذ أكثر من أربعين عامًا، شغفه بمهنته وحبه للتقاليد والثقافة التي يعبر عنها عمله.
يصف السيد نعيم حميد الطبول والنفار بأنهما ليسا مجرد أدوات صوتية، بل هما عبارة عن رموز تجسد روح الشهر الفضيل وتعزز التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
يقول السيد حميد، إنه على الرغم من تأثر مهنته بالتطور التكنولوجي وتغير نمط الحياة، إلا أنه يظل مؤمنًا بأن دوره ضروري في استعادة التواصل الإنساني والحفاظ على التقاليد التي تميز هذا الشهر الكريم.
مع استمرار التغييرات الاجتماعية والتكنولوجية، تواجه مهنة الطبال والنفار تحديات عديدة، حيث يتطلب الحفاظ على هذا التراث الثقافي جهودًا مشتركة من المجتمع والجهات المعنية لضمان استمراريتها.
ورغم تحديات العصر الحديث، إلا أن هناك من يرى في هذه التحولات فرصة لإعادة تعريف دور الطبال والنفار في المجتمع، وذلك من خلال الابتكار والتكيف مع التطورات الجديدة دون فقدان الروح والجوهر الأصيلين.
تظل مهنة الطبال والنفار في رمضان رمزًا حيًا للثقافة والتقاليد، حيث تنبض بالحياة في قلوب الناس، ممزوجة بالحنين إلى الماضي والأمل في المستقبل. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، فإنها تظل محافظة على مكانتها كجزء لا يتجزأ من التراث والثقافة الشعبية في العالم العربي.