بقلم: عبد الدين حمروش
مازال المكتب الوطني للمطارات، إلى حدود اليوم، 14غشت 2023، يمنع أهالي المسافرين واصدقائهم من دخول مطار محمد الخامس. المطار الأكبر في المغرب، الذي يشهد كثافة من حيث الإقبال والمغادرة، يستمر في إغلاق بواباته. غريب هذا القرار الذي بدىء العمل به استثناء، ليتحول إلى قاعدة، منذ سنوات.
بدا القرار طبيعيا في البداية، بحكم الاحترازات الأمنية المطلوبة، للحؤول دون وقوع أي أحداث ارهابية، في ظل ما كانت قد عرفته بعض دول أوروبا من تفجيرات، خلال سنوات خلت (آخرها سنة 2016). كما ان الاستمرار في عدم فتح بوابات المطار كان “مفهوما”، بالنسبة إلى المرتفقين من أهالي المسافرين، بحكم الاحترازات الصحية التي اتخذت في حينه، للحد من انتشار وباء كورونا. غير ان بقاء المطار استثناء، دون باقي المؤسسات والمرافق، عامة كانت أم خاصة، مثير للحيرة والتساؤل.
مؤكد ان المغرب، الذي غدا يراهن على انتعاش سياحي، اليوم، أكثر من أمس، بعد المخلفات الكارثية لكورونا على قطاع السياحة، يصطدم بقرار الاستمرار في إغلاق المطار، دون باقي المطارات في كل دول العالم.
ان صور إهمال الناس خارج المطار، في ظل ظروف مناخية قاسية، بلغت فيها درجات الحرارة مستويات غير مسبوقة، ناطقة بمشاهد “التعذيب” التي سلطت على هؤلاء، الذين قرروا مرافقة ذويهم، في رحلات الوصول والمغادرة. وما يزيد الأمر سوءا، في ظل بعض تلك الأجواء المناخية غير الملائمة، صيفاً وشتاء، هو الغياب شبه التام للمرافق الضرورية، التي بإمكانها تخفيف معاناة المرتفقين: المراحيض بعيدة، محلات البيع والشراء غير موجودة، المقاهي منعدمة. وحتى كراسي الانتظار، والمظلات الواقية من أشعة الشمس والمطر، تظل معدودة بعدد أصابع اليد الواحدة.
ان حشد الناس خارج المطار، وتعذيبهم بتلك الطريقة، يقدم صورا سلبية عن البلاد، وبالأخص بالنسبة إلى القادمين إلى المغرب، أول مرة: عدم احترام المواطنين. هل إغلاق بوابات المطار، وفي ظل المعطيات التي قدمنا بعضها، تساهم في جعل المغرب وجهة سياحية مثلى؟