تم إطلاق التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الاصطناعية، في إطار الاجتماع الوزاري الافتراضي حول تسريع وتعزيز الاستجابة العالمية ضد المخدرات الاصطناعية، والذي عقد اليوم الجمعة عن طريق التناظر المرئي، بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
ويهدف هذا التحالف الذي أحدث بمبادرة من الولايات المتحدة، إلى جمع الفاعلين الدوليين الرئيسيين، والحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والوكالات المتخصصة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل اتخاذ إجراءات متضافرة تتوخى مواجهة التحديات التي تطرحها المخدرات الاصطناعية على الصعيد العالمي.
وتأتي هذه المبادرة في سياق تمثل فيه المخدرات الاصطناعية تهديدا متزايدا للصحة العامة والأمن والاستقرار في العديد من بلدان العالم، حيث تزايد إنتاج هذه المواد الكيميائية وتداولها بشكل كبير، مما أفضى إلى تداعيات خطيرة على المجتمع، وخاصة إلى مشاكل تتصل بالإدمان على المخدرات والجريمة والعنف.
وفي مواجهة هذا التهديد، يظل تعزيز التعاون الدولي مطلبا ملحا، من أجل وضع استراتيجيات عالمية لمواجهة هذه التحديات المعقدة.
ويسعى هذا التحالف إلى تعزيز التنسيق والتعاون الدوليين من خلال تسهيل تبادل المعلومات والخبرات والممارسات المثلى، وذلك بغية فهم أفضل لاتجاهات إنتاج المخدرات الاصطناعية وتهريبها وتعاطيها، بالإضافة إلى تشجيع التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف من أجل استجابة منسقة وفعالة.
كما يروم هذا التحالف العالمي تعزيز القدرات الوطنية عن طريق دعم جهود الدول في مجالات الوقاية والعلاج وخفض الطلب ومكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات الاصطناعية، وكذا من خلال التشجيع على تبادل الممارسات الفضلى، وتقديم المساعدة التقنية وتدريب المهنيين في مجالي الصحة وقوى الأمن.
ويعتبر تعزيز البحث والابتكار، أيضا، من بين أهداف التحالف، وذلك من خلال تشجيع البحوث العلمية والطبية والاجتماعية للحد من انعكاسات المخدرات الاصطناعية على الصحة والمجتمع والبيئة، وكذا من خلال تحفيز الابتكار التكنولوجي لتطوير طرق أكثر فاعلية للكشف والوقاية.
كما يهدف هذا التحالف إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص من خلال التعاون مع شركات الأدوية والمختبرات البحثية ومزودي خدمات التكنولوجيا والشركات في قطاع الأمن، من أجل تطوير حلول مبتكرة.
ويرمي هذا التحالف كذلك، إلى التوعية والتثقيف عبر تطوير حملات للتحسيس والتثقيف لتعريف العموم، وخاصة الشباب، بمخاطر المخدرات الاصطناعية وآثارها المدمرة على الصحة وعواقبها الاجتماعية، وكذا من خلال تشجيع التعاون مع وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني لنشر رسائل الوقاية والحد من المخاطر.
ويمثل إحداث تحالف عالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الاصطناعية فرصة مهمة لتعزيز التعاون الدولي والتصدي للتحديات التي تطرحها هذه المواد الخطرة. ويتعين أن يسمح عمل التحالف باعتماد مقاربة شاملة تقوم على التعاون بين الحكومات، من أجل الوقاية بشكل أفضل ومكافحة انتشار المخدرات الاصطناعية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد السيد بوريطة أن “إطلاق هذا التحالف يأتي في لحظة حاسمة، بالنظر إلى العواقب المدمرة لاستهلاك المخدرات على الصحة والأمن والتماسك الاجتماعي”.
ورحب السيد بوريطة بإحداث هذه الآلية العالمية الجديدة، داعيا إلى الالتزام الجماعي من قبل كافة الأطراف المعنية.