الكاريزمــــا، المفهوم والخصوصية (بقلم حنان الأسمر، باحثة في التنمية الذاتية)

في ظل التطور التكنولوجي الذي أصبحنا نعيش فيه و التواصل القوي  بين الأشخاص والوصول لمختلف الأماكن في شتى بقاع الأرض، أصبحت قدرتنا على التأقلم و الاتصال و التواصل بشكل جيد شديدة الأهمية للبقاء  و إثبات الذات سواء على الصعيد الشخصي أو العالمي ( حيث أن معظمنا يتحدث في الغالب مع عدد كبير من الأشخاص) ، فأصبح العالم بمثابة قرية صغيرة . 

و هذا يعني أننا نحتاج لأن نكون ليس فقط ضليعين في التعامل مع الاجهزة الالكترونية أو الهواتف الذكية، و إنما أيضا ضليعين فيما يتعلق بفن التواصل ( أي الحضور و القبول و الجاذبية أو الكاريزما). و ألا نكون مجرد مشاهدين و إنما مشاركين في الحدث و فاعلين فيه. 

” إذا لم تكن لديك نوايا خاصة بك فإنك ستكون ضمن نوايا الآخرين ” . 

أن يكون لديك تأثير على الآخرين من خلال الحضور المميز و الكلام المؤثر (أو كما يقال التمتع بالكاريزما) لكن كيف يكون هذا؟ 

– ماهي الكاريزما؟ 

– كيف يمكننا الحصول على قبول كل أنواع الناس و في كل أنواع المواقف بسهولة و فاعلية؟ 

– ما هي عناصر الكاريزما ؟ 

– ما هي العوامل التي تساعد الشخص للتحلي بالكاريزما ؟ 

– ما هي أنواع الشخصية الكاريزمية ؟ 

– كيف يمكن بناء شخصية كاريزمية للمتدرب؟ 

I – مفهوم الكاريزمــــا : 

     الكاريزما كلمة بالإنجليزية Charisma في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، فهي تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، هي القدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا و ثقافيا ، أي سلطة فوق العادة ، سحر شخصي، شخصية تثير الولاء والحماس. 

الأصل اللغوي للكلمة: 

الأصل اللغوي للمصطلح يوناني وهو كاريزما Charisma  يعني موهبة أو عطية إلهية. 

و إصطلاحا فإن الكاريزما هي الصفة المنسوبة إلى أشخاص أو مؤسسات أو مناصب بسبب صلتهم المفترضة بالقوى الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام. 

و هنا نذكر بعض التعاريف لكلمة كاريزما – الكاريزما هي التفاعلات الإيجابية اللفظية وغير اللفظية مع الآخرين و التي تترك بصمة لديهم حتى بعد ذهاب الشخص . 

– الكاريزما تعني الإتصال و التطلع الفكري و يقصد به وضع أفكار جديدة و تطبيقها و توصيلها الى الآخرين و الانفتاح على وجهات النظر الجديدة و المتنوعة و التجاوب معها. 

– هي الحضور القوي و الجاذبية الآسرة و القدرة على التأثير على الآخرين. 

– الكاريزما الشخصية هي صفات تؤهل الشخص إلى الإتصال بحرفية و التواصل بجدية مع الاخرين مع القدرة على التأثير فيهم مما تجعله يقبل على الحياة بسعادة و فعالية و حماس ، كما يمكن اكساب هذه الصفات  و تحسينها عند الافراد. 

– الشخصية الكاريزمية هي التي تمتلك مهارات متقدمة في الاتصال العاطفي والاجتماعي و الذهني. 

– الفيلسوف ماكس فيبر هو أول من تحدث عن الكاريزما  و ربطها بالمجال السياسي، و اعتبرها قدرة الفرد على التأثير في الآخرين إلى الحد الذي يجعله في مركز قوة بالنسبة لهم الشيء الذي يمنحه حقوقا سلطوية نظرا لقدرته على التأثير. 

إن للكاريزما شكلين مختلفين ، حيث إن لبعض الشخصيات كاريزما هادئة أي أن تأثيره على الأفراد يكمن بسحره و حضوره القوي و هدوئه الرزين لا بكلماته، و هناك البعض الآخر الذي تُظهر كلماته وطريقة تواصله مع الآخرين تأثيرا ملفتا على الأفراد مما يجلب اهتمامهم ويزيد حماسهم. 

= إذن الكاريزما هي عدة صفات شخصية تمنح الفرد الذي يمتلكها التميز و التفرد مما يلفت إليه الانظار. 

II   عناصر الكاريزما: 

قد يبدو للبعض أن الكاريزما ما هي إلا صفة جينية يولد بها البعض ويفتقر إليها الكثيرون ، لكن لحسن الحظ ، هذا الاعتقاد خاطئ تماما، فهي بعيدا عن كونها صفة سحرية صعبة المنال ، تنقسم في واقع الأمر إلى مجموعة من السلوكيات المحسوسة التي يمكن لأي شخص تعلمها والتدرب عليها واكتسابها مع مرور الوقت، حيث هناك ثلاث عناصر رئيسية يؤدي اجتماعها إلى خلق جاذبية شخصية قوية . 

1– الحضور: 

أ- مع الله: إخلاص النية و حسن الظن 

   النية هي روح الأعمال و بها صلاحها كما قال النبي عليه الصلاة و السلام ” إنما الاعمال بالنيات، و إنما لكل امرئ ما نوى”. 

حيث يكون العمل خالصا لله ليس من أجل أن يراه الناس و يسمعون به، و لا أن يتعلق قلبه بمدح الناس او ذمهم له. 

حسن الظن أي ترجيح جانب الخير على الشر، وهو توقع كل جميل و حسن من الله سبحانه و تعالى ، إذ قد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: ” قال الله عز و جل: أنا عند ظن عبدي بي، و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،  و إن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منه … ” 

ب – مع الذات: أن يكون هناك حضور مع الرسالة التي تقدمها و التي لا تخالف قيمك و مبادئك. 

– التواصل باستمرار بغايتك و رسالتك و معنى وجودك: عندما نضع لحياتنا رسالة نعيش لها و من أجلها تصبح للحياة معنى و قيمة مليئة بالفرح و البهجة ، نشعر بالسعادة عند القيام بأعمال خيرية تعود بالفائدة على المجتمع و الانسانية دون انتظار المقابل من أحد.

– التواصل مع قيمتك الشخصية المحركة و الملهمة لمشاعرك : أي الدافع الداخلي الذي يعد المحفز على الفعل و العمل. 

كما يقول مارك توين ” إن أهم يومين في الحياة هما اليوم الذي ولدت فيه و اليوم الذي تكتشف فيه غرض حياتك ” غير أن هذا الغرض يتوقف على التنظيم الذاتي و القدرة على مقاومة النوازع و المعيقات لصالح الأهداف طويلة المدى.

– أن يكون هناك حضور ذهني بأن تكون لديك شخصية مستقلة لا تتأثر بآراء الآخرين و أن تكون هناك مصداقية. 

– أن يكون هناك حضور انفعالي مشاعري من خلال نبرة الصوت و تعبيرات الوجه. 

– أن تكون مشاعرك محمولة على نظراتك. 

” أنت الجسر الذي تنتقل عبره روحك و مشاعرك  و أحاسيسك  و قيمك و أفكارك الى جمهورك ، فإذا أنت لم تلهب نفسك فلن تلهب جمهورك “. 

ج- مع الجمهــــور:    

– التفاعل الاجتماعي من خلال الاستماع جيداً للآخرين حين يتحدثون عن أنفسهم.  تقديم إطراءٍ حقيقي على الآخرين.  محاولة تذكر أسماء الناس عند مقابلتهم. الحديث عن الإنجازات الخاصة وكيفية التغلب على الصعوبات. 

– التعاطف مع الآخرين. 

– تعظيم الأنا عند الاخرين و تقديرها و اشعارهم بأهميتهم . 

– الانصات و الانفتاح مع تقدير و احترام وجهات نظرهم . 

2- الجاذبيــــة : 

– الابتسامة الصادقة المشرقة : إذ تشير الكثير من الأبحاث إلى أن الابتسام يجعلك أكثر جاذبية ، ويجعل من تبتسم له مهتما بك ، لذلك فإن الابتسام سيساعدك على أن تكوّن الكاريزما الخاصة بك، إضافة إلى أن الابتسام يجعل الآخرين يشعرون بمزيد من الراحة  و الطمأنينة. 

– المرح و خفة الظل و جمال الروح من خلال استخدم الفكاهة للتواصل مع الآخرين ، و إظهار الشغف أثناء الحديث. 

3- التأثيـــــر : 

– الصدق و المصداقية. 

– الثقة و الحزم. 

– الغزارة العلمية و التمكين العملي. 

– الايجابية و التفاؤل. 

– التواضع و لين الجانب. 

III آليات الكاريزمــــا: 

1- لغة الجســـد: 

تُظهر لغة الجسد عند التواصل والتحدث مع الآخرين للأشخاص ذوي الكاريزما الثقة فيما يُقدمونه ، حيث يستخدم الفرد حركات الأيدي والتواصل البصري المستمر، مما يدل على ثباته وعدم تشتته من خلال اتزان حركاته     و تعبيراته ، و نذكر هنا بعضها: 

– توقيع الدخول (أن تكون لديك بصمة خاصة عند الدخول ). 

– الوقوف: اجعل جسدك مفتوحا للجمهور و التحرك بثقة. 

– الاتصال البصري. 

– حضور تعبيرات الوجه. 

– توقيع الخروج. 

2- الصـــوت : 

– الحضور الصوتي الانفعالي بتقمص الدور و التفاعل مع النص. 

– تغيير نبرة الصوت مع الاستشهادات. 

– تجسيد المواقف الحوارية. 

– درجة الصوت ( مرتفع، منخفض). 

– سرعة الكلام و اختصاره. 

– نبرة الصوت ( فرح ، حزن ، تعجب ، اشمئزاز ، تحدي). 

– السكتة ، الوقفة ، الصمت ( اختيار التوقيت المناسب). 

3- الكلمــــة : 

– السهولة و الإبتعاد عن التكلف. 

– عرض المادة العلمية بلغة سليمة واضحة. 

– تجنب الكلمات السوقية. 

– سرد التجارب الشخصية بلهجة عامية. 

IV أنواع الشخصيات الكاريزمية : 

تختلف الكاريزما من فرد إلى آخر ، حيث إن هناك عدة أنواع للكاريزما ، وفيما يأتي توضيح لبعض أنواعها: 

1- الشخصية المغناطيسية:  هي الشخصية التي يمكن وصفها بالجاذبية و الاهتمام ، حيث إنها تجذب اهتمام الأفراد فقط لامتلاكها حياة ملفتة أو شيقة ، مما يجعل هذه الشخصية مؤثرة في الآخرين بسهولة.

2- الشخصية ذات الحضور:  هي الشخصية ذات الحضور الملحوظ لمجرد تواجدها في المكان ، حيث تظهر عليها الألفة وتكسب ثقة الآخرين بدون أي مجهود منها.    

3- الشخصية الملفتة:  هي شخصية ذكية اجتماعيا ، تخاطر في طريقة حوارها وتعاملها مع الأفراد ، و ربما تستخدم أسلوبا مخالفا لمن حولها و لكن رغم ذلك تنجح في جذب اهتمام الآخرين.     

4- الشخصية ذات الكاريزما الودية:  تعتبر الكاريزما صفة إيجابية في الأفراد وفي هذا النوع تحديدا تظهر على الفرد الإيجابية والود والألفة ، كما أنه في هذا النوع من الكاريزما التي يفضلها البعض يبتعد الشخص عن الطاقة السلبية والمنافسة مع غيره من الأفراد ، مما يجعله يُكون علاقات إيجابية مع الآخرين يسودها الاحترام المتبادل والود.    

5- الشخصية ذات الكاريزما المخيفة:  هذا النوع من الكاريزما يمتلكها الأفراد أصحاب الشخصية القاسية ، والذين من الممكن أن يفعلوا أي شيء للحفاظ على سحرهم وجاذبيته لدى الآخرين ، كما أن هذه الكاريزما قد تعجب العديد من الأشخاص ، وذلك يدل على حبهم للشخصية القاسية ، مما يجعلهم جزء من هذه المجموعة. 

6- الشخصية ذات الكاريزما النابعة من الداخل : هي الشخصية التي تنبع الكاريزما من داخلها وتظهر على شكل نقاط قوة ، حيث قد يؤدي الفرد دورا أقوى من دوره و مكانه ، وذلك بسبب سلطة وقوة الكاريزما الداخلية ولا علاقة لها بتأثير الحضور. 

V طرق بناء الكاريزما و قوة الشخصية لدى المتدرب : 

تزايدت الحاجة الى تطوير النظم التعليمية و برامج التدريب الطلابية بمؤسسات التعليم العالي، و ذلك مع تزايد المعارف و المهارات العملية و الحياتية و التكنولوجية المؤهلة للالتحاق بسوق العمل والشغل و النجاح في الحياة. 

و ذلك من خلال تزويد الطلاب بجميع المهارات المستجدة التي تفيدهم في تطوير مستوى الاداء بما يتماشى مع متطلبات العصر. حتى يتم فهم أفضل للعلاقة المتبادلة بين التعلم الأكاديمي و المهني . 

دمج هذه المهارات ضمن برامج إعداد الطلبة في ثلاث مجالات: 

   – مهارات التعلم و الابتكار. 

   – مهارات تكنولوجيا المعلوميات و الاعلام. 

   – المهارات الحياتية الوظيفية. 

إن اكساب المتدرب هذه المهارات يكسبه كاريزما شخصية تمكنه من التكيف مع العالم المتغير ، و مواكبة التغيرات المتلاحقة و تساعده على المنافسة وفقا لاحتياجات سوق الشغل. 

إن أصحاب العمل اليوم عن أفراد ذوي مهارات الإتصال الفعال، لديهم كاريزما للنجاح و القيادة و التأثير و الإقناع لبلوغ أهداف الحياة الخاصة بهم و الحياة العملية. و ذلك سعيا لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة من خلال إعداد الطالب المتدرب ذي فكر متطور قادر على التخطيط للمستقبل و الاتصال الجيد بالآخرين و التعامل مع التحديات المختلفة اعتمادا على المعرفة و الإبداع مع القدرة على التعامل التنافسي ( اقليميا و عالميا). 

في ضوء تحقيق هذه الكفاءات و تحسين الكاريزما الشخصية للمتدرب تتشكل قدرة المتدرب على إدارة ذاته. نتيجة لوعيه و إدراكه لوجوده الشخصي  و تفاعله مع البيئة المحيطة و تواصله مع الآخرين. 

و وضع خطوة نحو تطوير الذات و بلوغ الأهداف و الغايات  و مواجهة المصاعب و المواقف الحرجة ، و تحسين طريقة التواصل مع الآخرين و معرفة مصادر السعادة. 

    فالذين يمتلكون كاريزما شخصية يستطيعون اجتياز المقابلة الشخصية  و النجاح في العمل بل و الإبداع فيه ، و بالتالي يتمكنون من مواجهة ضغوطات الحياة النفسية و الاكتئاب التي قد يتعرض له عند الفشل في الالتحاق بالوظيفة. 

إن الأشخاص الذين لديهم كاريزما ويتمتعون بقوة الشخصية يستطيعون السيطرة على عواطفهم وانفعالاتهم. 

بعض العوامل التي تساعد الفرد في إدارة الكاريزما الشخصية: 

– ايجاد مناخ ايجابي داخلي :  و تبدأ من خلال النظرة الإيجابية  للذات في قدرتها على تنفيذ التغيير. 

– احترام الذات باعتبارها مصدر التغيير فمعاملة النفس بشكل ايجابي يزيد من احترام و تقدير الذات. 

– مواجهة المستقبل من خلال التسلح بالمعرفة و الوعي بمهارات المستقبل مع الاستعداد الدائم لبدل ما في الوسع لمواجهة المستقبل و تحقيق التغيير الإيجابي بعيدا عن التشاؤم 

– اكتساب و مسايرة كل ما هو جديد و محاربة الأفكار السلبية . 

– تبني الحديث الإيجابي مع الذات من خلال التخطيط و إعادة النظر في الأم. 

– هذه العوامل كلها تشجع الذات على تحقيق الانجازات و الاعتزاز بالقدرات  و الإمكانات دون الحاجة الى الثناء من الآخرين. 

وحسب العلماء و الباحثين فإن الكفاءات التي يرغب فيها المشغلون ويريدون توفرها في الخريجين تتلخص في عشر و هي : 

  – مهارات لغوية ؛ 

  – إدارة الذات ؛ 

  – العمل الجماعي ؛ 

  – الإنجاز الأكاديمي ؛ 

  – مهارات الكتابة ؛ 

  – التواصل الشفوي ؛ 

  – التحليل و التفكير الناقد في حل المشكلات ؛ 

  – الحماسة ، النزاهة ، الشفافية. 

أيا كان موقعك في الحياة ، وبغض النظر عن أهدافك وطموحاتك ، فإن الكاريزما هي واحدة من أهم وسائل النجاح سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو المهني.  إنها أحد العوامل الأساسية التي تتيح لك الاستحواذ على الأضواء ، وجلب الانتباه إليك ، بل وإقناعهم بآرائك وأفكارك . ليس هذا وحسب بل تعد الكاريزما عنصرا أساسيا لتكون شخصا قياديا قادرا على الفوز بداعمين مخلصين ومستعدين للوصول إلى أقاصي الأرض من أجلك. 

نحن نملك جميعا صفات داخلية كاريزمية ، و نستطيع استخدام أدواتنا لتطوير عملية التعبير عن الكاريزما الخاصة بنا ، فعندما تدعم كل إنسان بمجموعة من المهارات العقلية و الجسدية و الروحية و الحياتية ، فإنه يستطيع أن يبرز ما حباه الله به من تفرد في حياته العامة و الخاصة. 

كل شيء بداخلك ، عليك فقط اكتشافه ، عليك فقط فرك الجوهرة التي بداخلك ليسطع نورها لتنير عتمتك ، و ينعكس ذلك على من حولك وعلى عالمك الخارجي. فقط أحسن الإصغاء لصوتك الداخلي و تحرر من التبعية   و ثقافة الموروث و الوعي الجمعي. 

فقط ” كن أنت ”