ما وقع من تخريب خلال مبارة كرة القدم التي جمعت، يوم أمس الأحد، الجيش الملكي و المغرب الفاسي يدفعنا الى طرح السؤال التالي: هل لدينا المقومات والاستعداد الكافي كمجتمع لمواجهة لا قدر الله حرب اوآفة طبيعية ؟
اوكرانيا تحت القصف و مواطنون مصطفون في نظام و انضباط، و هم ينتظرون دورهم امام مخازن المؤن او لركوب القطارات… لا اتكلم هنا عن التمييز او العنصرية كما ذكرته وساءل الاعلام و البعض الذين جربوه لكونه موضوع ذي خطورة وجب التطرق اليه بعمق في عز الحرب. مقابل متاجر روسية نفدت فيها المؤن بسبب وجيه و هو الخوف من نفادها.
ما فعلت اوكرانيا ليس ما عودنا عليه العالم. فأيام بعد انتشار فيروس كوفيد 19 رأينا عبر العالم كيف تدافع الناس للحصول على مناديل المراحيض بكميات كبيرة، و قريبا سوف نشهد تهافت غير منضبط لشراء مستلزمات افطار رمضان في كثير من الدول الاسلامية.
قبل عقود تحدث المفكر السوري الراحل صادق جلال العظم في كتابه ‘النقد الذاتي بعد الهزيمة” يصف حالة العرب و بالاخص دولة مصر و ما ادى الى هزيمة حرب اكتوبر ضد الاسرائيليين. يتناول الدكتور العظم، تحليلاً ونقداً، البنية التحتية المنتجة للبنية الفوقية، وهما، بطبيعة الحال، بنيتان تتقاسمان مسؤولية هزائمنا وتخلفنا الذي قذف بنا خارج التاريج. وهو يصف كيف ادى الخوف من الحرب بعد القصف الاسرائيلي على الطائرات المصرية المجتمعة في المطار يوم 6 اكتوبر الى تخزين مواد اساسية في مصر من طرف الناس و ما تبع ذلك من هرولة ثم احتكار ثم غلاء ثم ازمة.
فعندما نرى انضباط المواطنين الاوكرانيين الفارين من دولتهم امام القصف و دخول العسكر الروسي يتساءل المرء كيف لأمة تحت غزو ان تحتفظ بالتفكير في الاخر بهذا الهدوء لادارة ازمة خطيرة و مصيرية كتلك . اظن السر في المواطن و كيف يتم تكوينه على قيم و اخلاق في اشد الاوقات .
في اوكرانيا راينا عبر الاعلام (و العهدة عليه) توفر المواد الغذائية في مخازن للمتطوعين و برودة في التعامل مع الازمة و في هذا درس لنا و نحن على مشارف رمضان المبارك و هو الشهر الذي كتب علينا الصيام فيه بهدف التقليل من الاكل و تقوية ايماننا.