
أكد الفنان المغربي ربيع القاطي لـ” الكوليماتور” أن السينما المغربية تعيش اليوم مرحلة انتقالية تحمل الكثير من الخصوصية، سواء على مستوى الكم الإنتاجي أو على مستوى الكيف من حيث المواضيع السينمائية التي تعالجها الأعمال المغربية.
هذه المرحلة تأتي في ظل متغيرات عالمية متسارعة، من بينها الانتشار المتزايد لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي باتت تؤثر بشكل واضح في مختلف مجالات الحياة، ومنها المجال الفني والسينمائي.
يرى القاطي أن للذكاء الاصطناعي تأثيرًا إيجابيًا في صناعة السينما، خاصة في ما يتعلق بتقديم أفكار جديدة، والبحث عن حلول مبتكرة في مجالات الإبداع، سواء على مستوى الكتابة السينمائية أو على مستوى الإخراج والتقنيات الفنية.
فالذكاء الاصطناعي، حسب قوله، يختصر المسافات ويوفر الوقت ويتيح للمبدع أدوات تساعده على تطوير أفكاره وطرق اشتغاله.
ورغم ذلك، يشدد القاطي على أن الإبداع الإنساني يظل جوهر الفن السينمائي، لأن الفكرة السينمائية الحقيقية ترتبط بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية، وهي عناصر لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبلغ مستواها.
فالفنان، حسب رأيه، يبدع من خلال تفاعله مع ذاته ومع المجتمع، وينقل إلى الشاشة رؤيته الإنسانية وآراءه وتجارب البشر، وهي أمور لا يمكن آليًا أن تُستنسخ أو تُستبدل.
ويعتبر القاطي أنّ الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في معظم مراحل إنتاج الفيلم قد يُفقد العمل السينمائي تلك اللمسة الإنسانية التي يشعر بها الجمهور، فالتعب والإحساس والجهد النفسي والجسدي جزء من روح الإبداع التي يلمسها المشاهد في الفيلم.
ولذلك فهو يدعو إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة مساعدة، دون إقصاء العنصر الأساسي في العمل الفني، وهو الإنسان.
ويرى القاطي أنّه رغم التطورات الهائلة في مجالات التكنولوجيا عبر العالم وفي دول كبرى مثل الصين، كوريا، الولايات المتحدة وروسيا، إلا أنّ هذه الإنجازات مهما بلغت من قوة وابتكار لن تستطيع تجاوز مشاعر الإنسان وخصوصيته الإنسانية. فالإبداع البشري سيظل حاضرًا، وسيبقى الإنسان الفاعل الأساسي في صناعة الفن، إلى أن “يرث الله الأرض ومن عليها”، كما قال.
ويختم القاطي للكوليماتور ،بأن الذكاء الاصطناعي يملك حدوده وحدود تأثيره، مهما تطوّرت آلياته وخوارزمياته، وسيظل الذكاء الإنساني هو الأساس الذي يُبنى عليه الفن الحقيقي، لأنه وحده القادر على التعبير عن جوهر الإنسان وتجربته الوجودية، والاقتراب من عالمه الداخلي بكل ما يحمله من مشاعر وأفكار.






