
في ليلة استثنائية، تألقت “كوكب المغرب” حياة الإدريسي على مسرح مهرجان صيف الوداية بالعاصمة الرباط، لتعيد وهج الزمن الجميل إلى ضفاف أبي رقراق، وتمنح جمهورها لحظة فنية لا تُنسى، بطعم الوفاء للفن والذاكرة.
بصوتها الدافئ الذي خبرته الأذن المغربية والعربية منذ عقود، صدحت حياة الإدريسي بمجموعة من الأغاني الخالدة التي نسجت من خلالها جسورا بين الماضي والحاضر.
أمتعت الجمهور بروائع من الطرب المغربي الأصيل، كما استحضرت بإحساس مرهف ذكرى رفيقة دربها الراحلة نعيمة سميح، فأعادت إلى الأذهان تلك الثنائية الفنية التي أثرت الساحة الغنائية بأعمال خالدة.
كان المسرح ممتلئا عن آخره، والحضور ممتدا “لمدى البصر”، كما لو أن الرباط كلها جاءت لتقول شكرا لحياة الإدريسي على سنوات العطاء، والإبداع، والثبات على درب الفن الرفيع.
ولأن الفن الأصيل لا يمر دون تقدير، فقد توجت هذه الأمسية بتكريم مؤثر للفنانة من طرف إدارة المهرجان، في لحظةٍ وصفتها الإدريسي بـ”المسؤولية المضاعفة”. تكريم لم يكن فقط عن مسيرة فنية زاخرة، بل عن روح استثنائية حملت الأغنية المغربية على أكتافها في زمنٍ تغير فيه كل شيء، إلا صوتها وإخلاصها لفنها.
بهذا الحضور الراسخ، أكدت حياة الإدريسي أنها لم تكن يوما مجرد صوت، بل رمز من رموز الهوية الثقافية المغربية، وفنانة تجيد أن تكون قريبة من الناس… شامخة على المسارح، ومتواضعة في القلوب.
إنها ليست فقط “كوكب المغرب”، بل ذاكرة حية لأجيال، وصوت لا يزال ينسج الحنين بأوتار الذهب.


