أخبارمجتمع

ميلانو… تكريم مهيب للجنود المسلمين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية (مراسلة)

أقيم يوم 15 يونيو حفل مهيب في المقبرة العسكرية ترينو في ميلانو، تخليداً لذكرى الجنود المسلمين الذين سقطوا في القتال تحت لواء جيش الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.

وحضر المبادرة، التي نظمها ماركو باراتو، عضو في الفيلق الملكي البريطاني ـ فرع الحديقة الوطنية التذكارية، مسؤولون دبلوماسيون ودينيون، بالإضافة إلى ممثلي الجاليات الإسلامية المتواجدة في إيطاليا.

من أبرز الحضور قنصل المملكة المغربية، الذي حرص بمشاركته على التأكيد على عمق الصلة بين بلاده وقيم الحرية والتضحية والذاكرة المشتركة. وانضم إليه عدد كبير من أفراد الجالية الألبانية المسلمة، شهودًا على الامتنان والاحترام اللذين يوحدان الأجيال المختلفة تخليدًا لذكرى من ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير أوروبا من نير النازية والفاشية.

خلال الحفل، أُحيي ذكرى الجنود المسلمين من مختلف مناطق الإمبراطورية البريطانية السابقة ء من المغرب العربي إلى جنوب آسيا. ورغم أنهم غالبًا ما كانوا بعيدين عن المنطق والأحداث الأوروبية، فقد اختاروا (أو استُدعيوا) للقتال من أجل قضية الحرية والعدالة. تضحياتهم، التي غالبًا ما تُنسى في كتب التاريخ، تُؤكد اليوم كعنصر أساسي في الذاكرة الجماعية الأوروبية.

بالنيابة عن الفيلق الملكي البريطاني ـ فرع الحديقة الوطنية التذكارية، قال ماركو باراتو: “إن لحظة التأمل هذه دليل ملموس على التزامنا بالذاكرة التاريخية الشاملة، التي تُقر بالمساهمة الجوهرية لجميع الشعوب والأديان التي ناضلت من أجل الحرية. إن إحياء ذكرى المسلمين الذين سقطوا يعني أيضًا مكافحة جميع أشكال النسيان والتصنيف والتمييز، وإعادة اكتشاف دور الأقليات في بناء سلامنا”.

وكان أكثر اللحظات المؤثرة في هذه الذكرى بلا شك الصلاة التي أداها الإمام يوسف ظاهر، الذي تلا كلمات السلام والرحمة باللغة العربية، داعياً إلى الراحة الأبدية لأرواح الموتى والتعايش السلمي بين الشعوب.

أكد الإمام على أهمية الحوار بين الأديان والاحترام المتبادل كأساس لبناء أوروبا أكثر عدلاً، مدركةً لماضيها المتعدد الثقافات. وقال الإمام ظاهر: “في ذكرى إخواننا الراحلين، نجد الإلهام لبناء مجتمع يعرف كيف يحتضن آلام كل حياة بشرية ويقدرها. تضحياتهم جسرٌ بين الشعوب والأديان والأمم”.

اختيرت مقبرة ترينو العسكرية موقعًا رمزيًا لهذه الذكرى، تحديدًا لما لها من قيمة تاريخية وأخلاقية عظيمة. ويُعد حدث اليوم جزءًا من عملية أوسع لتعزيز الذاكرة المشتركة، التي يروج لها الفيلق الملكي البريطاني من خلال ماركو باراتو.

اختُتم الحفل بلحظة صمت وتأمل. بهذه المناسبة، أرادت ميلانو تكريم ليس فقط ذكرى الموتى، بل أيضًا قيم التضامن والاحترام والوحدة التي يجب أن نسترشد بها في حاضرنا ومستقبلنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci