
بقلم: زكية لعروسي
“الزين ما يكمل حتى يتم”، ولحظة ترؤس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء لأول دورة للمجلس الإداري لمؤسسة المسرح الملكي الرباط، اليوم الخميس 15 ماي 2025، كانت بحق لحظة إتمام للجمال بالعقل، وللفن بالرؤية، وللثقافة بالحكمة. بحضور أسماء لامعة من قبيل بريجيت ماكرون، تألّق المشهد بحضور أنثوي ساحر، تتقاطع فيه الرقة بالصرامة، والجمال بالحزم.
الأميرة للا حسناء هي “المرأة اللي ما كتخليش الضو يطفي”. فمنذ سنوات، خطّت سموّها لنفسها مسارا استثنائيا في مجال حماية البيئة وتمكين الثقافة، واضعة على عاتقها مسؤولية بناء جسر بين الإنسان والطبيعة، وبين التراث والمعاصرة. فهي ليست فقط سيدة المبادرات، بل رمز لرؤية متبصّرة ترى في الثقافة والبيئة ركنين أساسين لبناء مغرب متوازن ومشرق.
“اللي دارها زين، ما يحتاجش يشكر راسو”… لكن إنصافًا للواقع، فإن ما قامت به سموّها في هذا الحدث الكبير، ليس فقط رعاية، بل تتويج لمسار من الريادة الذي جعل منها صوتا هادئا يسمع صداه بعيدا، وحضورًا نسائيًا يعكس وجه المغرب العصري، المتشبع بقيم الأصالة والانفتاح.
المسرح الملكي الرباط ليس مجرد بناية، بل إرادة ملكية متجلّية، وخطوة استراتيجية لرسم مكانة جديدة للثقافة داخل المنظومة الوطنية والدولية. بفضل رعاية جلالة الملك محمد السادس، وبقيادة الأميرة للا حسناء، يتحول هذا الصرح إلى محراب للإبداع ومنصة للحوار الحضاري.
مجلس إداري يشبه لوحة فسيفساء مغربية
“اللي ما يعرفك يجهلك”، لكن تشكيل هذا المجلس الإداري يقول كل شيء: من الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، إلى هدى الخميس – كانو، مرورا بشخصيات بارزة مثل جاد المالح ومختار ديوب، نجد أنفسنا أمام توليفة استثنائية، تترجم انفتاح المغرب وتنوعه الثقافي. إنه مجلس لا يعكس فقط الكفاءة، بل يُجسد الحكمة الجماعية التي تحتاجها المؤسسات الثقافية الكبرى.
“اللي ما عندو ماضي، ما عندو حاضر”، والمسرح الملكي الرباط ينهل من الذاكرة المغربية الغنية، ليبني مستقبلًا ثقافيًا شامخًا. هو مختبر فني تنصهر فيه التقاليد الأمازيغية، العربية، الحسانية، والأندلسية، في قالب معاصر يحاكي العالمية ولا ينفصل عن الجذور لأنه مرآة للروح المغربية
تدير الأميرة للا حسناء دفّة هذه المؤسسة بحس يجمع بين حنوّ الأنثى وصرامة القائدة، وبين جمالية الرؤية ووضوح الهدف. وكأنها تمشي على مقولة: “المرأة زينها في عقلها، ماشي غير في حلاها”. إنها ديبلوماسية ناعمة تسري برشاقة في شرايين الفن والبيئة، وتمنح للمغرب صورة أنيقة، ذكية، ومتوازنة على الصعيد الدولي.
“اللي بدا بخير، يكمل بخير”
فولادة مؤسسة المسرح الملكي الرباط ليست مجرّد لحظة ثقافية عابرة، بل هي ميلاد عهد ثقافي مغربي جديد، تُجسّده الأميرة للا حسناء بلمستها الرقيقة وقيادتها الحكيمة. هذا المسرح سيكون، بلا شك، منارة أنثوية تضيء سماء الإبداع، وتنثر الجمال باسم المغرب، ولأجل الإنسان، حيثما كان.