أخبارفنون و ثقافة

سعاد العلوي للكوليماتور: الفن اختارني صدفة، والتهميش يؤلمني، وأرفض شهرة الشوهة… الذكاء الاصطناعي يهدد وجهي، والرواد يموتون في صمت!-فيديو

في حوار صادق ومفتوح مع جريدة الكوليماتور، فتحت الفنانة المغربية سعاد العلوي قلبها، مسترجعة محطات من مسيرتها الفنية التي انطلقت سنة 1984، لتُصبح واحدة من الوجوه المألوفة لدى الجمهور المغربي، بل ومن أصدقائه الأقرب، كما تحب أن تصف علاقتها بالجمهور.

قالت سعاد في بداية حديثها: “أنا جد سعيدة أنني ما زلت مستمرة في هذا المجال منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، أتمنى أن نواصل، وأن يطيل الله في أعمارنا لنقدم أعمالًا مشرفة وتليق بالجمهور المغربي.” وعن انطلاقتها، أكدت أن دخولها عالم التمثيل لم يكن مخططًا، بل جاء عن طريق الصدفة: “لم أختر الفن، بل هو من اختارني.”

ورغم أنها مارست التمثيل قبل أن تتلقّى تكوينًا أكاديميًا فيه، إلا أن شعورها بنقص بعض المهارات دفعها إلى الدراسة لاحقًا، بحثًا عن التمكن والاحتراف.

في أول تجربة لها كانت من خلال فيلم قصير، وصفته بالمرعب بسبب الخوف الذي صاحبها كأول تجربة، لكنها لم تلبث أن حصلت على دور رئيسي في مسلسل “راضية”، وهو ما شكّل منعطفًا إيجابيًا في مسيرتها.

 

عن قدرتها على أداء أدوار متعددة، شددت سعاد العلوي على أن الفنان الحقيقي لا يجب أن يكون نمطيًا: “الفنان يجب أن يكون مرنًا، قادرًا على تقمص مختلف الشخصيات، أحب الأدوار الصعبة التي تتحداني، وأسعى دائمًا لأن أنجح فيها.”

وأضافت أنها لا ترى فرقًا بين الدور الكبير والصغير، فكل دور – في نظرها – يحمل رسالة ويتطلب جهدًا واحترامًا.

وفي حديثها عن الصعوبات، أوضحت أنها لم تواجه مشاكل كثيرة في بداياتها، لكن التحديات لا تزال ترافقها حتى اليوم، وقالت “الصبر هو ما يجعلنا نستمر، أحيانًا نرى أدوارًا تُسند إلى آخرين نعرف أننا قادرون على تأديتها، ونتألم بصمت،و نسأل أنفسنا: هل الخلل فينا أم فيهم؟ ربما مجرد صدفة… لكن الاستبعاد المتكرر مؤلم.”

حين سألناها عن قدوتها الفنية، فاجأتنا بالقول: “لم أجد من يمد لي يد المساعدة، بل على العكس، وجدت من يدفعني للخلف. لهذا لا أعتبر أن لي قدوة في هذا المجال، كل فنان له طريقته وشكله، أما أنا، فقد صنعت مساري بنفسي.”

عبرت سعاد عن قلقها من تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الفن: “أخشى أن يأتي يوم نرى فيه وجوهنا تُستخدم في التمثيل بدون أن نتحرك من بيوتنا.

وأضافت سعاد صحيح أن الذكاء الاصطناعي مفيد، لكنه سيف ذو حدين، وقد يجعل الناس يتخلون عن مجهودهم العقلي.”

بصوت يحمل أسى كبير، تحدثت سعاد عن غياب الرواد عن الساحة الفنية: “لا أعرف السبب، لكن ما نراه مؤلم، بعضهم رحل بالحسرة والتهميش.

وقالت سعاد ،أرى وجوهًا أحببناها تغيب دون تكريم، وأتمنى من المسؤولين أن يلتفتوا إليهم ويدمجوهم مع الجيل الجديد. ليس الشباب وحدهم من يستحقون الفرص.”

وحول ظاهرة دخول “المشاهير الرقميين” مجال التمثيل دون تكوين، عبّرت العلوي عن رفضها التام: “لا أعتبرهم مشاهير.

وقالت ، الشهرة ليست صخبًا على مواقع التواصل، بل هي مسار ومصداقية، التمثيل أمام الكاميرا الحقيقية ليس ككاميرا الهاتف، هناك من يُبدع، لكن هناك من يفشل فور الوقوف أمام العدسة.”

وعن جديدها، كشفت سعاد أنها تُحضّر لمسلسل بعنوان “الصديق “، سيُعرض قريبًا على القناة الأولى، بالإضافة إلى أعمال سينمائية انتهت من تصويرها، وأعمال أخرى في طور الإنجاز.

وفي نهاية الحوار، وجهت نصيحة صادقة للشباب قائلة: “الصبر، ثم الصبر. لا تسرعوا في هذا المجال، اختاروا أدواركم بعناية، والأهم من كل شيء: الاحترام. نحن تعلمنا أن نحترم من سبقونا، وأن نقف أمامهم بتقدير، واليوم، ألاحظ أن البعض يفتقد لهذا، وهو أمر مؤسف، الاحترام لا يُنقص من قيمتكم، بل يرفعها.”

واختتمت رسالتها للجمهور بكلمات مؤثرة: “أنتم أصدقائي، حين ألتقي بكم وأسمع منكم ‘أنت فرد من العائلة’، أبكي من شدة التأثر، شكرًا على حبكم واحترامكم، وأنا أحبكم كما تحبونني.”

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci