
في أجواء يطبعها الاعتزاز الوطني وروح المسؤولية، احتفلت مؤسسة السجن المحلي العرجات 1 بمدينة سلا، يوم الثلاثاء 29 أبريل الجاري، على غرار باقي المؤسسات السجنية بالمملكة، بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وهي مناسبة سنوية تُجسد الاعتراف بالأدوار المحورية التي تضطلع بها هذه المؤسسة في خدمة الأمن والإصلاح وإعادة الإدماج.
وقد انطلقت فقرات الحفل برفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني، في لحظة رمزية تُجسد روح الانتماء والوفاء للوطن، حضرها مسؤولون وممثلو المجتمع المدني وشخصيات وازنة من عالم الحقوق والقانون، إلى جانب موظفي وموظفات المؤسسة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد عبد الإله حافة، مدير السجن المحلي العرجات 1، أن هذه الذكرى تشكل محطة سنوية لاستحضار الأبعاد المتعددة التي ينهض بها قطاع السجون في المغرب، والتي تجمع بين الوظيفة الأمنية والمهام الإصلاحية والبعدين الإنساني والحقوقي.
وأشار إلى أن المندوبية العامة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أحرزت تقدماً ملحوظاً في مجال تأهيل النزلاء وتمكينهم من فرص حقيقية للاندماج الإيجابي في المجتمع بعد الإفراج عنهم.
وأضاف المدير أن إصدار النظام الأساسي الجديد لموظفي إدارة السجون، وما تلاه من مكتسبات مهمة، يعكس إرادة حقيقية في النهوض بأوضاع العاملين بهذا القطاع الحيوي، ويُترجم الانخراط الجدي والمسؤول في الورش التشريعي الجديد، لاسيما بعد صدور القانونين رقم 23.10 المتعلق بتنظيم المؤسسات السجنية، و23.43 بشأن العقوبات البديلة، واللذين يُعدّان خطوة نوعية نحو تحقيق العدالة التصالحية وتعزيز كرامة الإنسان داخل المنظومة العقابية.
كما شهد الحفل لحظة مؤثرة تم خلالها تكريم عدد من الموظفين المحالين على التقاعد، وهم السيدة جميلة العبدلاوي، والسيد حسن طيان، والسيدة الغازي فاطمة، عرفانًا لما قدموه من تفانٍ وإخلاص في أداء الواجب المهني.
كما تم تتويج الموظفين الذين حازوا على الأوسمة الملكية الشريفة، وهم بشرى حمدد، ورشي حيضرة، ومحمد العبودي، تقديرًا لما أبانوا عنه من التزام وانضباط.
وعادت جائزة الموظفة المتميزة للسنة للسيدة زينب أيت الصباح، في حين حصل السيد سعيد هاشم على جائزة الموظف المتميز، وذلك وسط تصفيقات الحاضرين الذين عبروا عن امتنانهم واعتزازهم بما يقدمه هؤلاء الموظفون من خدمات جليلة للوطن والمجتمع.
إن احتفال السجن المحلي العرجات 1 بهذه المناسبة الوطنية ليس فقط احتفاءً بمسار مؤسساتي حافل، بل هو تأكيد على تجذر روح الإصلاح والتحديث داخل المنظومة السجنية المغربية، واستمرار العهد على حماية كرامة النزلاء، وضمان أمن المجتمع، وتعزيز العدالة الاجتماعية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.


