أخبارفنون و ثقافة

برؤية بثينة الغلبزوري ومشاركة عثمان الحمياني: نحو إدماج فعلي للطلبة في وضعية إعاقة داخل الجامعة – فيديو

في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وتحديدًا برواق جامعة محمد الخامس، شهد مساء يوم الأربعاء 23 أبريل 2025 تنظيم نشاط ثقافي مميز من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، خصص لتجربة فريدة في تسيير مصلحة شؤون الطلبة من منظور موظف في وضعية إعاقة.

جاء هذا النشاط ليشكل لحظة وعي واعتراف في اليوم الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة، ضمن برمجة الرواق الجامعي الذي يحتفي بدور الجامعات في إدماج هذه الفئة في الحياة الأكاديمية.

افتتحت الفعالية بكلمة السيدة بثينة الغلبزوري، نائبة عَميدة الكلية، التي أكدت على أن هذه المبادرة الثقافية تأتي انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يُوصي بالاهتمام بالأشخاص في وضعية إعاقة ودمجهم في مختلف مناحي الحياة، باعتبارهم طاقات فعّالة ومؤثرة في مشروع التنمية الشاملة.

وأضافت أن الكلية وضعت ضمن أولوياتها تفعيل برامج الإدماج الأكاديمي والاجتماعي لهذه الفئة، من خلال توفير بيئة جامعية دامجة تُمكّن الطلبة من الولوج السهل إلى المرافق، وتطوير آليات التواصل معهم، وتعزيز حضورهم في الفضاء الجامعي علميًا وثقافيًا.

 

تخلل النشاط عرض عدد من الفقرات التحفيزية، وورشات متنوعة، عكست انخراط الكلية العميق في قضايا الإدماج، حيث أبرزت السيدة الغلبزوري أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين مختلف النوادي والمنتديات الطلابية داخل الكلية بهدف إسماع صوت الطلبة في وضعية إعاقة، والاستماع لانشغالاتهم ومرافقتهم في مسارهم العلمي والمهني.

من جهته، أشار الأستاذ عثمان الحمياني، الأستاذ بجامعة محمد الخامس، إلى أن الورشة تميزت بمشاركة أساتذة باحثين وطلبة في وضعية إعاقة، في صيغة تُجسد فعليًا مبدأ الإدماج الحقيقي لا الشكلي، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا تمثل مجرد نشاط ظرفي، بل تعبّر عن رؤية استراتيجية للمؤسسة الجامعية.

وأُطلقت خلال الورشة إصدارات أكاديمية مهمة، أبرزها كتاب جماعي حول التربية الدامجة ومرافقة الأشخاص في وضعية إعاقة، بتنسيق مشترك بين الدكتورة ليلى منير والأستاذ عثمان الحمياني، وهو مرجع علمي يعكس تراكمًا معرفيًا حول القضايا المرتبطة بالإعاقة والإدماج.

وقد كانت لحظة مؤثرة تلك التي قدم فيها الموظف طارق أبي، وهو باحث وموظف بمصلحة شؤون الطلبة، تجربته الشخصية التي حملت عنوان: “من التحدي إلى الإبداع، من الدراسة إلى الوظيفة”. استعرض من خلالها مساره المهني والأكاديمي في مواجهة الإكراهات والتحديات، ملهمًا الحضور بإرادته وصلابته في كسر الصور النمطية التي قد تحيط بالأشخاص في وضعية إعاقة.

كما تحدثت الكاتبة الشابة إكرام، وهي في وضعية إعاقة بدورها، عن إصدارها الأدبي، في لحظة أبانت عن أن الإبداع لا يعترف بالحواجز، بل ينبع من الإيمان بالذات.

واختتم النشاط بتأبين وتكريم لطالب راحل كان في وضعية إعاقة، في رسالة رمزية عميقة، تؤكد على أهمية الاعتراف بمسار النضال والصمود الذي يخوضه الطلبة ذوو الهمم داخل الفضاء الجامعي.

إن هذا النشاط لا يمثل مجرد لحظة عابرة ضمن أجندة المعرض، بل هو علامة مضيئة في مسار الجامعات المغربية نحو ترسيخ قيم الإدماج، والاعتراف، والمواطنة الكاملة لكل الطالبات والطلبة، دون استثناء.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci