بقلم: زكية لعروسي
خط السفير الأمريكي السابق في الرباط، السيد ديفيد ت. فيشر، على حسابه على منصة كلمات تعكس بصدق الصورة المشرقة للمملكة المغربية وشعبها. فقد وصف المغرب بأنه “واحد من أجمل وأروع البلدان في العالم وأكثرها ضيافة”، مشيدا بتميزه كوجهة سياحية جذبت الملايين في 2024، ليصبح البلد الأكثر زيارة في إفريقيا.
فبفضل تنوعه الجغرافي والثقافي، التناغم الفريد بين الماضي والحاضر، من المدن التاريخية مثل فاس ومراكش، إلى المناطق الطبيعية الخلابة في الصحراء الكبرى وجبال الأطلس، يعد المغرب وجهة سياحية متكاملة. إلا أن الجمال الطبيعي لا يكفي لشرح سر نجاح المغرب، فالأمر يتجاوز الطبيعة ليصل إلى روح الشعب المغربي المتميزة بالكرم والدفء.
كما أشار السفير الأمريكي السابق، فإن “الشعب” هو العامل الأهم في جذب الزوار واستمرارهم بالعودة إلى هذا البلد الساحر. القيم المغربية العريقة والروح التضامنية التي يتميز بها الشعب تجعل الزائر يشعر وكأنه بين أهله.
لا يمكن الحديث عن نجاحات المغرب دون الإشارة إلى الدور المحوري لجلالة الملك محمد السادس الذي يواصل قيادة المملكة بحكمة وحنكة. تحت قيادته، شهد المغرب تطورات هامة على كافة الأصعدة، سواء الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو السياسية. على الصعيد الدبلوماسي، تمكنت المملكة من تعزيز مكانتها الدولية عبر بناء علاقات قوية ومتوازنة مع العديد من الدول. أبرز هذه الإنجازات كان الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية في ديسمبر 2020، وهو حدث دبلوماسي مفصلي يعكس نجاح السياسة الخارجية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس، ووزارة الخارجية ومسؤوليها المحنكين في شخص السيد الوزير سعيد بوريطة.
فقد تصدر المغرب قائمة الوجهات السياحية في إفريقيا لعام 2024 بفضل جهود عاهل المملكة المستمرة في تطوير البنية التحتية السياحية وتحسين الخدمات. ومن خلال فعاليات ثقافية ورياضية عالمية، مثل مهرجان مراكش السينمائي ورالي الصحراء، يعكس المغرب التزامه بتقديم تجربة فريدة للزوار.
السيد ديفيد ت. فيشر، الذي عاش تجربة فريدة في المغرب، اختصر روح المملكة بقوله: “الجمال، الكرم، والقيادة”، وهي ثلاثية جعلت المغرب نموذجا للنجاح والتقدم في القارة الإفريقية. المغرب ليس فقط وجهة سياحية، بل هو وطن يتجذر في الأصالة والتاريخ، ويسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق تحت قيادة حكيمة. هذه الأرض المباركة التي تجمع بين الجمال الطبيعي وكرم الضيافة ودبلوماسية ناجحة، ستظل دائما نموذجا للإلهام على الساحة العالمية. لي أن افتخر بك يا وطني:
يا وجهة الدهشة، يا أسطورة السرمد
جذورك تنغرس في أعماق الأزل،
تنسج من الحكايا سموّ الأجيال،
وفي ظلالك، عانقت السمو،
حيث ينام القدر على أوراق الخلود.
بعروقي تنبض خريطتك من طنجة إلى الكويرة،
زئير الأسود يصدح كأنفاس الطريق،
وجبال الأطلس تتشامخ، حراسًا للسماء،
بين الجداول تسكن أصوات الأجداد،
يروي الماء كيف أزهرتَ أساطيرا،
وكيف امتزج الدم بالتراب
لينحت اسطورة ملك وابطال.
يا ارض الدهشة، يا ملاذ قصائدي
عيناك قصيدة تتوهج بالشموخ،
وفي تضاريسك، خطّت أنوثتي ملامحها،
أنت الليل الذي يغزل الصمت بالمجد،
وفي كحل عينيك تكمن أسرار أزمنة،
منها الجمال و المآسي العاتيات،
وبها نقش التاريخ على وجه الأبدية.