ازدواجية الخطاب الجزائري: بين التدخل في شؤون الغير ورفض التدخل الفرنسي “ضربني وبكى، وسبقني واشكى”

يبدو أن الجزائر بقيادة تبون تسعى جاهدة لغسل شرفها، أو ما تبقى منه، بعد التصريحات القوية التي أطلقها إيمانويل ماكرون أمام السفراء الفرنسيين المجتمعين في قصر الإليزيه.

ماكرون لم يتردد في القول إن “الجزائر تُهين نفسها” باحتجازها الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، الذي تم اعتقاله في منتصف نوفمبر الماضي بالعاصمة الجزائرية.

 

رد الجزائر جاء في شكل بيان هجومي وعدواني، حيث وصفت هذه التصريحات بأنها “لا يمكن إلا أن تُرفض وتُدان باعتبارها تدخلا وقحا وغير مقبول في شأن داخلي جزائري”.

وأضاف البيان أن ما يقدمه الرئيس الفرنسي “زوراً” و”خطأً” كقضية حرية تعبير “لا يمثل ذلك من منظور قانون دولة ذات سيادة ومستقلة”.

وأكد أن قضية بوعلام صنصال تتعلق “أساسا بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري”.

 

لكن، لنحلل هذه المفارقة: الجزائر، التي تُعدّ بطلة في التدخل في شؤون الدول الأخرى، تشكو اليوم من التدخل الأجنبي! الجزائر، التي اعتادت التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، سواء كان ذلك في مالي، ليبيا، موريتانيا، أو النيجر، بل وربما أكثر، تستنكر الآن ما وصفته بـ”تدخل” فرنسا.

والمفارقة الأكبر هي أن الجزائر، التي كانت لولا فرنسا لن ترى النور كدولة، الآن ترفع صوتها ضدها، كما يقول المثل المغربي الشهير “ضربني وبكى، وسبقني واشكى”، هذا هو ما  يعبر عن الحالة الجزائرية بامتياز.

أما فيما يتعلق ببوعلام صنصال، فمن الواضح أن “جريمته” الوحيدة هي أنه وُلد مغربياً، وهذا وحده يكفي ليصبح كبش فداء لنظام عسكري فاشل.