محمد السكتاوي: شرفة نحو السماء

بقلم: عبد الدين حمروش

انتقل إلى رحمة الله، اليوم، صباحا، الشاعر والمناضل الحقوقي الكبير محمد السكتاوي. وللإشارة، فالمرحوم كان يتولى الإدارة العامة لمنظمة العفو الدولية-فرع المغرب. لقد توقف نبض قلب الفقيد السكتاوي، وهو الذي كان عامرا بالحب لبلاده، ولفلسطين، وللإنسانية جمعاء، كما تؤكد ذلك نضالاته الحقوقية على أكثر من واجهة.

كنت كتبت عن السكتاوي الشاعر، يوم أصدر ديوانه الأول، احتفاء بتجربته الشعرية الجميلة. في خضم ألم الفقد، أعيد نشر انطباعاتي الأولى عن باكورته الشعرية “الشرفات الأربعون”.

السكتاوي وشرفاته الأربعون:

لا تسند «شرفات» الشاعر أية جدران، ما يجعلها معلقة في السماء، حرة ومشعة مثل نجوم في ليل دامس. كل شرفة من شرفاته تلك، تغدو بيتا قابلا للسكن، من دون الحاجة الى غرفة او باحة او سرير.

هي “شرفات” مهيأة بتصميم، مادتها الاساس لغة نثرية في غاية الانسيابية، وبدون افتعال «حداثوي» صارخ. ولذلك، لا تفتا ان تدعونا تلك الشرفات، ايضا، الى الاقامة الحرة فيها، بدل بيوت الحجر البارد، وبيوت الشعر المسلح.

* باكرا فتحت شرفتي
ولحقت بضوء الشمس
الساطع في البحيرة الساكنة.
في طريق رحلتي
وجدت البجعة البيضاء
التي احبتني
وحيدة تنتظرني
لم تعرف يوما
اني لست تشايسكوفسكي
ولا اعزف موسيقى الباليه
او اكسر البندق للصبايا
ولست الامير عاشق فاتنة الغابات
(من نص الطيور البيضاء)