«لجنة النحت تحجب الجائزة الأولى والثانية»

بقلم: المصطفى غزلاني

أصدرمنبر صحفي في عدد يوم الاثنين 24/12/30 مقالا يغطي حفل الإعلان عن الفائزين في مختلف أجناس المسابقة الوطنية التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل موسم 2024 : الرسم والتصوير والنحت.. . فكان أن جاء المقال بعنوان كبير عريض “لجنة النحت تحجب الجائزة الأولى والثانية”. غير أن كاتب المقال لم يقف في عرض الموضوع حتى عن بعض من الأسباب أو الصعوبات التي قدمتها اللجنة حينها كتقرير موجز.  إلا أنه ما دمت أنا وجه اللجنة المذكورة الذي عرفه الحاضرون والمتتبعون، ارتأيت أن أتوقف ههنا قليلا لربما أضيئ بعض طيات العملية المذكورة.

بدءا يجب تقديم توصيف لمضمون المسابقة. لقد قدم الفنانون المشاركون (11 مشارك) في مسابقتنا هذه أكثر من أربعة أعمال لكل واحد ومنهم من قدم ألبوما كاملا…!! هذا وجاءت جل المنتوجات أو كلها في مواضيع وتقنيات ومواد بل أحيانا في أنماط مختلفة (خشب، حديد، رخام، بلاستيك، قش..  و تركيب، تشذيب.. وتجسيم، تنصيب..).

 

 

من هنا، بدأت المتاعب. فقرر الأعضاء اعتماد ثلاث شروط معيارية أولية لعملية الفرز وهي الجدة، الأصالة والإتقان.  غير أنه وبقدر ما اعتقدنا أن الأمر سيكون يسيرا بدت لنا صعوبة من نوع آخر، كأن نجد في ملف المرشح الواحد عملا واحدا تتوفر فيه المعايير المسبقة وباقي الأعمال مبتذلة أو غير متقنة ليأتي الاستفهام: ما هو الأصل في الملف هل هذا العمل الجيد أم الباقي؟

من هذه الزاوية أصل إلى مقصد هذه الورقة، حيث نعلم جميعا أنه في غالب الأحيان يتم الإعلان، في مثل هذه المسابقات على اسم الفائز – ربما تسهيلا لإجرائية العملية نتوقف عند ذكر الفاعل وليس الأثر – غير أن الأمر يجانب الحقيقة. إذ يجب الإعلان عن العمل الفائر بتحديد عنوانه ومادته وتقنيته أولا ثم اسم الفنان، وفي يوم الحفل يتم عرض هذا العمل الفني أمام الجمهور الحاضر. لكن، ورفقة أعضاء اللجنة، الحاضرين منهم، نتفاجأ بمعروضات الفائز دون العمل الذي كان سبب فوزه بالجائزة.. ولكم أن تتصوروا تخمينات السادة الحاضرين والصحافة وباقي الفنانين..

في تقديري الخاص، وإذ أثمن المبادرة الطيبة التي أقدمت عليها الوزارة الوصية ونظرا لخصوصية فن النحت، أن تكون لحيثيات التباري في هذا الجنس عناية خاصة ومحددات دقيقة، وذلك من أجل النهوض بهذا الجنس الإبداعي في أفق إبراز خصوصية محلية فارزة.