2024.. سنة من الإنجازات الديبلوماسية بوأت المغرب مكانة مميزة

يعد المغرب إحدى الدول الرائدة في شمال إفريقيا، بتاريخه العريق وحضارته الغنية التي تمتد لقرون، ويتميز هذا البلد بجمال طبيعته، من جبال الأطلس إلى الصحراء الواسعة، مرورا بالسواحل الطويلة المطلة على البحر الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

وإلى جانب موروثه الثقافي المتنوع، استطاع المغرب أن يبرز مكانته على الساحة الدولية بفضل ديبلوماسية حكيمة ورؤية استشرافية.

شهدت سنة 2024 العديد من الأحداث السياسية والديبلوماسية التي عززت مكانة المغرب، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، ومن أبرز المحطات، الاعتراف الرسمي الفرنسي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

ففي 31 يوليو 2024، أعلنت فرنسا تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، معتبرة إياها الحل الوحيد والنهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، وجاء هذا الموقف في رسالة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، مشددا على أن “المستقبل والحاضر للصحراء يقعان ضمن إطار السيادة المغربية”.

ترجِم هذا الاعتراف إلى خطوات ملموسة خلال زيارة ماكرون إلى المغرب بين 28 و30 أكتوبر 2024، وفي خطابه أمام البرلمان المغربي، أكد ماكرون مجددًا على دعم بلاده للمغرب، مشيرًا إلى أن الشركات الفرنسية ستساهم في تنمية الأقاليم الجنوبية من خلال استثمارات تضامنية ودائمة، تعكس عمق الشراكة بين البلدين.

لم تتوقف نجاحات الديبلوماسية المغربية عند هذا الحد، فقد استطاعت إقناع العديد من الدول بفتح قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، ما يُعد اعترافا عمليا بمغربية الصحراء.

كما تمكن المغرب من إحباط المناورات الجزائرية في مجلس الأمن الدولي، حيث صوّت المجلس في 31 أكتوبر ضد التعديلات التي اقترحتها الجزائر على مشروع قرار تمديد ولاية بعثة المينورسو.

ويعود الفضل في هذه الإنجازات إلى الرؤية الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس وحنكة الديبلوماسية المغربية، التي يقودها وزير الشؤون الخارجية السيد ناصر بوريطة،  الذي أبان عن كفاءة عالية في إدارة الملفات الحساسة، معتمدا على نهج قائم على الحوار والشراكة، ما مكن المغرب من تعزيز حضوره الإقليمي والدولي.

إن نجاحات المغرب في عام 2024 تعد مثالا حيا على قدرة الدول التي تتسم بالحكمة والوضوح على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، فبفضل قيادة ديبلوماسية محكمة ورؤية واضحة، استطاع المغرب أن يرسخ سيادته على أراضيه ويعزز مكانته كفاعل أساسي على الساحة الدولية.