ربيعة رفيع: من خشبة المسرح إلى عالم الغناء، مسيرة فنية مغربية مليئة بالإبداع والتنوع – فيديو

تعد ربيعة رفيع واحدة من أبرز الأسماء اللامعة في الساحة الفنية المغربية، وقد استطاعت بفضل موهبتها الاستثنائية وتفرد أدائها أن تحفر اسمها بحروف من ذهب في مجالي التمثيل والغناء.

منذ بداية مشوارها الفني، أثبتت ربيعة أنها ليست مجرد فنانة، بل هي رمز للتنوع والإبداع في كل ما تقدمه من أعمال، سواء على خشبة المسرح، أو في المسلسلات والأفلام السينمائية، أو في مجال الغناء. سنستعرض في هذا المقال مسيرتها الفنية، تطورها، وملامح شخصيتها الفنية التي جعلتها واحدة من الوجوه المميزة في المغرب.

بدأت ربيعة رفيع مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث كان لها شرف الوقوف أمام كبار الفنانين. دخلت عالم الفن عبر بوابة المسرح، وكان أول ظهور لها في مسرحية “صرخة شامة” التي أخرجها الفنان عبد الإله عاجل. وقد ساعدها في بداية مشوارها الفنان الراحل عبد العظيم الشناوي، الذي كان له الفضل في تمهيد الطريق لها في عالم الفن. لم تجد ربيعة صعوبة في الانطلاق في مشوارها الفني، خاصة مع الدعم الذي تلقيته من هؤلاء الفنانين الكبار.

تعتبر ربيعة أن التكوين الأكاديمي كان له دور كبير في تطور مسيرتها، حيث درست الموسيقى في معهد فاس قبل أن تنتقل إلى الدار البيضاء لتبدأ العمل كممثلة.

بالإضافة إلى ذلك، تطورت تجربتها الفنية في مصر تحت إشراف الفنان الكبير محمد صبحي، ما منحها فرصة لتعلم أبعاد جديدة في الفن.

تتميز ربيعة رفيع بتنوع الأدوار التي تلعبها في أعمالها الفنية، حيث تسعى دائمًا إلى تقديم شخصيات جديدة ومعقدة، وهو ما يجعلها تبرز وسط المشهد الفني المغربي.

وتؤكد في العديد من المقابلات أنها لا تكرر نفسها، بل تسعى باستمرار لاختيار أدوار تحدي قدراتها وتجعلها تبرز بشكل مميز. بالنسبة لها، السر في النجاح يكمن في “الاختيار الجيد والقدرة على التجديد”، حيث أن العمل الفني يجب أن يتجدد ليحافظ على مكانته.

 

 

أما عن الجرأة في الأداء، فتؤمن ربيعة بأن الجرأة ليست مجرد تحدٍ للأعراف، بل هي تعبير صادق عن الشخصية التي تجسدها، وهو ما يجعلها تتفرد في تقديم أدوارها.

بعيدًا عن التمثيل، تمتلك ربيعة رفيع موهبة غنائية قد تكون أقل شهرة مقارنة بمسيرتها التمثيلية، لكنها كانت دومًا شغوفة بالموسيقى. بعد دراستها للموسيقى في معهد فاس، دخلت مجال الغناء، وسجلت أغنيتها الوحيدة بعنوان “جيني كود”، التي لحنها الموسيقار المصري محمد ضياء وكلماتها مغربية. رغم أن الأغنية لم تلقَ النجاح المتوقع بسبب ظروف وفاة والدتها في فترة إصدارها، إلا أنها تظل علامة بارزة في مسيرتها الفنية.

تعتبر ربيعة رفيع دخول المؤثرين إلى الساحة الفنية ظاهرة عالمية تعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية في مختلف البلدان. وبرغم تأكيدها على أن البعض قد يكون موهوبًا، إلا أنها ترى أن أي فنان يجب أن يمتلك تكوينًا أكاديميًا وفنيًا حقيقيًا لتحقيق النجاح المستدام، خاصة في مجال التمثيل والغناء.

على صعيد قدوتها الفنية، تعتبر ربيعة الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني مصدر إلهام كبير لها. وبخصوص الجمهور المغربي، تؤكد ربيعة أن هذا الجمهور يستحق أعمالًا فنية ذات جودة عالية، تحترم القيم الاجتماعية والثقافية المغربية، بحيث يمكن للأسرة المغربية متابعة الأعمال الفنية بكل أمان.

إن ربيعة رفيع تمثل نموذجًا فنيًا رائدًا في الساحة الفنية المغربية، فهي فنانة متنوعة ومبدعة، تجمع بين التمثيل والغناء بمهارة وتفرد. نجاحاتها في مختلف المجالات الفنية تجعل منها شخصية فنية استثنائية، تواصل التألق وتقديم أعمال تليق بجمهورها وتحترم ذوقه. وبينما تواصل مشوارها الفني، تظل ربيعة رفيع رمزًا للإبداع والتميّز في الفن المغربي، وتستحق مكانتها الرفيعة بين الفنانين المبدعين.