يسرى استاذة التعليم الثانوي، ابنة مدينة طنجة،تفتح قلبها لجريدة “الكوليماتور” في حديث مؤثر يكشف عن مأساة شخصية تعرضت لها عائلتها نتيجة الإهمال الطبي في مصحة خاصة بمدينة تطوان.
القصة التي تنقلها يسرى تعكس واقعًا مؤلمًا وتسلط الضوء على قضايا هامة تتعلق بالمسؤولية الطبية وحقوق المرضى .
تبدأ القصة بحالة أم يسرى، البالغة من العمر 56 سنة، التي خضعت لعملية استئصال الرحم في مصحة خاصة بتطوان، وفقًا لكلامها ، فإن سبب وفاة والدتها كان نتيجة للإهمال الطبي، حيث أكدت المصحة أن العملية كانت ضرورية بناءً على تقييم الطبيب المختص.
إلا أن يسرى، وبعد وفاة والدتها، اكتشفت أن هناك تباينًا في المعلومات التي تلقتها، فقد زارت طبيبًا آخر في مدينة طنجة الذي أكد لها أن المرض كان في بداياته وكان من الممكن معالجته.
أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في هذه القصة هو رفض المصحة الخاصة تقديم الملف الطبي لعائلة المرحومة إلا بعد دفع مبلغ 25 ألف درهم، وهو ما يمثل تكاليف الأدوية التي تم صرفها لعلاجها.
هذا التصرف يزيد من تعقيد القضايا ويعزز من مشاعر الاستياء بين المرضى وعائلاتهم الذين يواجهون تحديات مالية إضافية في مثل هذه الظروف.
تستعرض يسرى أيضًا النتائج الإيجابية لجميع التحاليل التي أجرتها والدتها، مما يعزز موقفها بأن المرض لم يكن متقدمًا إلى درجة تستدعي الاستئصال الفوري.
تتساءل يسرى بمرارة عن مدى كفاءة الأطباء ومدى التزامهم بمسؤولياتهم المهنية، مشيرة إلى أن النظام الصحي في المغرب بحاجة إلى مراجعة جادة لضمان توفير الرعاية الصحية الجيدة والعدالة للمرضى.
تدعو يسرى وزارة الصحة إلى اتخاذ خطوات فعالة للتحقيق في مثل هذه الحوادث وتحسين نظام الرعاية الصحية بشكل عام.
فإصلاح النظام الطبي يتطلب ليس فقط تعزيز معايير الجودة وتوفير التدريب المستمر للأطباء، بل أيضًا ضمان حقوق المرضى في الوصول إلى معلوماتهم الطبية والتعامل بشفافية وكرامة.
قصة يسرى تمثل واحدة من العديد من القصص التي تؤكد الحاجة الماسة إلى إصلاحات شاملة في النظام الصحي، بينما تستمر المأساة في توجيه الضوء نحو قضايا الإهمال الطبي، فإنها تذكرنا أيضًا بأهمية تعزيز النظام الصحي بشكل يتماشى مع المعايير العالمية ويوفر الرعاية الملائمة لجميع المرضى.