في اتصال هاتفي مع المقدم ولد بويا عبد الرحيم، تحدث عن دور “مقدم السربة” وأهمية مهامه لجريدة الكوليماتور، موضحاً أن المقدم يركز بشكل كبير على مسألة “الانسجام” في التحضير للحركة وأجواء ما قبل بدايتها.
وأضاف عبد الرحيم ، يبدأ الانسجام باللباس الذي يجب أن يكون موحداً ومضبوطاً، باستثناء لباس “المقدم”، ويشمل أيضاً “الندهة” وصولاً إلى اللحظة النهائية المتمثلة في “التخريجة” التي تُطلق خلالها الطلقة النارية.
وقال ، أن “التبوريدة” هي طقس احتفالي وفلكلوري عريق لدى المغاربة، وهي ليست ظاهرة حديثة، بل ارتبطت بتقاليد وعادات تجمع بين المقدس والدنيوي، تصاحبها مجموعة من الأغاني والمواويل والصيحات التي تعكس مواقف بطولية، وتمجد البارود والبندقية التي تشكل جزءاً أساسياً من العرض.
وأكد ولد بويا عبد الرحيم، تنتهي التبوريدة بطلقة واحدة مدوية تكون مسبوقة بحصص تدريبية تركز على ترويض الخيول وطريقة دخول الميدان، بالإضافة إلى تقييم درجة تحكم الفارس بجواد.
تأخذ “التبوريدة” طابعاً خاصاً خلال فصل الصيف، حيث تصبح جزءاً أساسياً من الاحتفالات والمهرجانات التي تقام في مختلف المناطق المغربية.
في هذه الفترة، تُعرض التبوريدة في أجواء حيوية ومبهجة، حيث تجمع بين الفرسان والمشاهدين في احتفالات مفعمة بالحماس والتقاليد، يتجلى جمال التبوريدة في الصيف عبر العروض الميدانية التي تسلط الضوء على براعة الفرسان وحسن تنسيقهم، مما يعكس أبعاداً ثقافية واجتماعية عميقة.
تشكل التبوريدة جزءاً لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل، حيث تعيد الذاكرة الشعبية والمتفرجين إلى عهود سابقة، ويُعتبر المغاربة الذين يمتلكون خيولاً مدربة على التبوريدة من النخبة في القبيلة، ويتميزون بالخبرة والمقام الرفيع.