السفارة الإيرلندية في الرباط تكذب زيارة غالي “الرسمية” إلى دبلن

بقلم: عبد الدين حمروش

 

نشرت جبهة البوليزاريو، كما اعتاد إعلامها نشر الأكاذيب والأباطيل، خبرا زائفا مفاده أن زعيمها، إبراهيم غالي، قام بزيارة “رسمية” إلى دبلن. وحتى قبل أن “يبرد” الخبر الكاذب، خرجت السفارة الإيرلندية في الرباط بتوضيح، كذبت فيه الطابع الرسمي المزعوم للزيارة.

في مثل هذه الحالة، التي يتم فيها نشر الأكاذيب والادعاءات المغرضة، هناك سبيل وحيد لتقييم الخبر، سواء من حيث صدقه أم من حيث كذبه، وهو العودة، رأسا، إلى المصدر. وبالطبع، فإن المصدر، في شأن التصديق أو التكذيب، يتمثل، بالنسبة إلى طبيعة الزيارة موضوع الحديث، في العودة إلى سفارة دبلن بالرباط.

ماذا جاء في توضيح السفارة تحديدا؟ يمكن إجمال “النقط” التوضيحية في ثلاث “لاءات” نفي كبيرة:
– لم يكن هناك أي طابع رسمي لزيارة الزعيم الانفصالي إلى إيرلندا؛
– لم توجه الحكومة الإيرلندية أي دعوة إلى الزعيم الانفصالي غالي؛
– لم يحظ “الزعيم” الوهمي ذاته بشرف الاستقبال، لا من قبل الوزير الأول ليو فارادكار، ولا من قبل وزير خارجيته مايكل مارتن، أو حتى من قبل أي عضو في الحكومة، ولا من قبل أي من رئيسي الغرفتين.

هؤلاء أقطاب الدولة الايرلندية، الذين يتولون رئاسة مؤسساتها الرسمية العليا. وهؤلاء جميعا، من حيث حيثيات الطابع للزيارة، ينفون رسميتها، كما ورد على لسان السفارة بالرباط، بل وأكثر من ذلك ينفون توجيه أي دعوة لزعيم المليشيا الانفصالية. خيبة واحباط عظيمان لدى انفصاليي الجبهة وداعميهم، الا ينال “الزعيم” حق الضيافة “الرسمية” من قبل رؤساء تلك المؤسسات. أما أن تكون زيارته خاصة، بطلب منه وتودد، فذلك لن يغير في حقيقة موقف الدولة الإيرلندية من قضية المغاربة مقدار “حبة خرذل”.

بل على العكس من ذلك، وفي سياق “اللاءات” الثلاث المرفوعة، المعبر عنها في النقط التوضيحية، يمكن الإشارة إلى أن الفرصة كانت مواتية لتأكيد دبلن موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية، والمتمثل في دعم العملية السياسية، التي تقودها الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية نهائية، ومقبولة من الطرفين.

من حيث لا يدري زعيم الانفصاليين، كانت زيارته “غير الرسمية مفيدة، من حيث النتائج، لصالح المغرب، وذلك لتسمع الرباط من سلطات دبلن، مجددا، ثبات موقفها من القضية الوطنية الأولى للمغاربة.

فما الذي يتبقى للانفصاليين من من الادعاء الأخير، الذي حاولت من خلاله ترويج “فتح” ديبلوماسي غير مسبوق، بعد تكذيب الخارجية الإيرلندية، في “شخص” ممثليتها بالرباط؟ لاشيء يتبقى، باستثناء حصاد الخيبة والإحباط، المرة تلو الأخرى. ولعل المحاولات الادعائية المتكررة، للالتفاف على الواقع، في محاولة للي عنق الحقيقة، لم يعد لها إلا هدفين ذاتيين صغيرين: إيهام الذات بانتصارات ديبلوماسية وهمية من جهة، وزرع حقن التخدير في شرايين ساكنة المخيمات من جهة ثانية.

لابأس، لندعهم في وهمهم يعمهون.