يخلد الشعب المغربي اليوم الأربعاء، في أجواء من التضرع والخشوع، الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الملك الحكيم، الملك الفيلسوف، الملك باني المغرب الحديث، المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، مبدع المسيرة الخضراء، الذي غادرنا منذ 24 سنة بعدما حكم المغرب لقرابة أربعة عقود.
وبهذه المناسبة يستحضر فيها المغاربة، بكل تقدير وإجلال، مسار ملك همام وزعيم متفرد طبع ببصماته التحولات الكبرى التي عرفتها المملكة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وأثر بشخصيته ومكانته المرموقة وبعد نظره في الساحة الدبلوماسية الدولية.
ولد الحسن الثاني بالرباط سنة 1929، ودخل منذ طفولته الحياة السياسية، حيث رافق والده الملك الراحل محمد الخامس في أنشطة سياسية عديدة أبرزها مؤتمر أنفا المنعقد سنة 1943،بحضور شخصيات عالمية، هو يبلغ14 سنة فقط.
تولى الحسن الثاني الحكم، سنة 1961 بعد وفاة والده الملك محمد الخامس، ليستكمل ما بدأه والده من مسيرة الاصلاح بعد العودة من المتفى ثم الحصول على الاستقلال.
كان الملك الراحل الحسن الثاني يعرف بالحكمة وبعد النظر، ولعل ملحمة المسيرة الخضراء شاهدة على دلك، هي ملحمة مكنت المغرب من استكمال وحدته الترابية، حيث لبى مئات الآلاف من المغاربة نداء ملكهم، نداء الحسم الدي ناداهم بلسان الصحراء المغربية، ليصنعو بفضل دهاء ملكهم ملحمة لازال يتكلم عنها العالم.