سجل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، حول الوضع في الصحراء، الذي قدمه أول أمس الاثنين، إلى مجلس الأمن، تعرض بعثة “المينورسو” لمضايقات من مليشيات “البوليساريو”، حيث قال التقرير إن الجبهة تعيق تحركات البعثة بل تهدد تواجدها شرق الجدار الأمني.
ويُغطي تقرير “غوتيريش” الفترة من شتنبر 2021 إلى غشت 2022، ويتحدث عن تطورات الأوضاع بالصحراء، كما يصف الوضع على الأرض، وحالة المفاوضات السياسية بشأن الصحراء، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، والتحديات التي تواجه عمليات البعثة والخطوات المتخذة لمواجهتها.
وأكد التقرير، أن البوليساريو لم تسمح للدوريات البرية لبعثة “المينورسو” من الاقتراب من وحدات ومقرات الجبهة، وكان يطلب منها البقاء على بعد 200 متر على الأقل من تلك الوحدات، مضيفا أن البعثة حاولت إجراء ما مجموعه 2407 زيارة دون جدوى.
وأضاف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء، أن الجبهة لم تسمح للقوافل البرية واللوجيستية وأخرى خاصة بالصيانة منذ 13 نونبر 2020، من الوصول إلى مواقع بعثة “المينورسو”، مسجلا عدم تمكن الممثل الخاص للأمين العام من الاجتماع بممثلي الجبهة في “الرابوني”.
كما أشار “غوتيريش” ضمن تقريره الذي أحاله على مجلس الأمن الدولي، أن قائد البعثة بالنيابة لم يتمكن من إجراء أي اتصال مباشر مع القيادة العسكرية لجبهة البوليساريو، فيما كانت تتم الاتصالات بينهما فقط عن طريق المراسلات الخطية، ورفضت الجبهة، بحسب التقرير، طلبات زيادة تواتر الرحلات اللوجستية للبعثة ودوريات التحقيق الجوية أو البرية شرق الجدار الرملي.
بالمقابل، أكد المصدر ذاته، أن البعثة واصلت ممارسة حريتها، غرب الجدار الرملي، حيث تمكنت من إجراء 6167 زيارة إلى مقرات القوات المسلحة الملكية، ووحداتها الفرعية ومراكز المراقبة، مسجلا أن التعاون والاتصالات بين “المينورسو” وقيادة الجيش المغربي في القطاع الجنوبي لم يطرأ عليها أي تغيير.
ولفت التقرير إلى أن بعثة الأمم المتحدة لم تتمكن مراقبة تبادل إطلاق النار بشكل مباشر عبر الجدار الرملي أو التحقق من التفاصيل المحددة للحوادث الفردية. وبدلا من ذلك، واصلت البعثة الاعتماد على المعلومات التي يبلغ عنها الطرفان يومياً، ولم تستطع ذلك التحقق بشكل مستقل منها.
وتحدث التقرير عن التهديدات الناجمة عن الألغام، حيث أشار إلى أن الجيش المغربي أبلغ عن انفجار 17 لغم، من مخلفات الحرب غرب الجدار الرملي طالت 23 مدنيا وعسكريا، وشرق الجدار الرملي، أبلغ ما يسمى بـ”المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام” عن حادثتين.
وجاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أن “وجود مهربي المخدرات وعناصر إجرامية أخرى بالمنطقة، فضلا عن احتمال وقوع هجمات إرهابية، لا يزال يبعث على القلق”..