أخباررياضة

المركّب الرياضي الأمير مولاي عبد الله : من معلمة ثمانينية إلى أيقونة رياضية مغربية بمعايير عالمية

بقلم: محمد خوخشاني

بقلم: محمد خوخشاني

لا يُعدّ المركّب الرياضي الأمير مولاي عبد الله مجرد ملعب لكرة القدم، بل هو معلمة وطنية تختزل أربعة عقود من التحول الرياضي والمؤسساتي بالمغرب. فمنذ تشييده الأول في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، إلى إعادة بنائه الشاملة التي اكتملت سنة 2025، ظل هذا الصرح شاهدًا على تطور الرؤية المغربية للرياضة باعتبارها رافعة للتنمية والتموقع الدولي.

من التأسيس إلى الاستعمال المكثف.

شُيّد المركّب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ما بين سنتي 1980 و1983، في سياق وطني اتسم بالرغبة في تجهيز العاصمة بمنشأة قادرة على احتضان التظاهرات الرياضية الكبرى. وقد أُنجز البناء الأولي بواسطة شركة صينية، وافتُتح رسميًا سنة 1983، ليصبح الملعب الرئيسي للمنتخب الوطني المغربي ولسلسلة من النهائيات والمنافسات القارية.

قرار الهدم وإعادة البناء.

بعد أزيد من أربعين سنة من الاستغلال، ومع تطور المعايير التقنية والتنظيمية الدولية، تقرر سنة 2023 هدم الملعب القديم بالكامل وتعويضه بمنشأة جديدة. لم يكن القرار تقنيًا فحسب، بل استراتيجيًا، مرتبطًا باستعداد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 والمشاركة في تنظيم كأس العالم 2030.

رؤية معمارية جديدة.

أُسند التصميم المعماري إلى تحالف يضم مكتب Orange Atelier المغربي ومكتب Populous العالمي المتخصص في الملاعب الكبرى. وجاء التصميم مستلهمًا من رمزية النخلة ومن عناصر من التراث المغربي، مع اعتماد حلول هندسية حديثة تضمن الانسيابية، السلامة، وراحة الجماهير.

صلاح الدين ماحي: الهندسة في قلب المشروع.

برز اسم المهندس صلاح الدين ماحي كمدير لمشروع إعادة بناء المركّب. وهو خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، ويمثل جيلًا جديدًا من المهندسين المغاربة الذين أسندت إليهم مشاريع وطنية كبرى. وقد أُنجز المشروع في حوالي سنتين، وهو زمن قياسي بالنظر إلى حجم وتعقيد الأشغال.

أرقام ودلالات.

السعة: نحو 69.500 متفرج
مدة الإنجاز: 2023 – 2025
التكلفة التقديرية للملعب: حوالي 75 مليون دولار
معايير: FIFA وCAF
تجهيزات: إضاءة LED، شاشات عملاقة، أرضية هجينة، مرافق إعلامية وفضاءات VIP
مركّب متكامل

لا يقتصر الموقع على ملعب كرة القدم، بل يضم مسبحًا أولمبيًا، قاعة متعددة الرياضات، ملاعب تدريب، ومواقف سيارات ضخمة، ما يجعله مدينة رياضية متكاملة داخل النسيج الحضري للعاصمة.

خاتمة:

المركّب الرياضي الأمير مولاي عبد الله ليس مجرد بنية تحتية، بل عنوان لمرحلة جديدة في السياسة الرياضية المغربية، حيث تلتقي الرؤية، الكفاءة الوطنية، والطموح الدولي في معلمة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci