أخباررياضة

سنوقف العواطف على ما سيفعله وليد الركراكي بنا في تمام الثامنة مساء؟

بقلم: عبد الحميد جماهري

بقلم: عبد الحميد جماهري

أمامنا أبدية من تسعين دقيقة فقط، أول فترة زمنية في تاريخ المشاعر، لنجيب عن سؤال جوهري ووجودي ولاهوتي في الوقت نفسه: ماذا سيفعل بنا الركراكي يا ترى؟

سنوقف العواطف على ما سيفعله وليد الركراكي بنا في مباراة الحسم أمام زامبيا.

هل نبتسم؟

هل نضحك؟

هل نغذي الأمل؟

هل نكون واقعيين، باردين موضوعيين، ونترك للعقل تفسير لهفتنا على النجاح دون محسنات عاطفية؟

لدينا فائض من الغبطة والصياح والكبريت العاطفي يريد أن يشتعل، ولا نريده أن يبذر في المستودعات.

نريد أن نشعله أمام سكان العالم، أمام الجمهور …

نسأله الآن: ماذا ستفعل بنا؟

ونريد أن يجيبنا جوابا واحدا لا غير، مضت عليه ثلاث سنوات. نسأله سؤال الكان وننتظر أن يعيد علينا جواب المونديال في قطر، كأننا لم نغادر ملعب الدوحة إلا لننتظر في ملعب الأمير مولاي الحسن.

وإذا فشل في الحوار، سنتساءل: ماذا نحن فاعلون في المونديال القادم؟ نخاف أن نسأل أنفسنا:
ماذا سيكون طعم الكان لو خذلتنا «نيته» الصادقة، لو أنه أخطأ ساعة الموعد مع النصر؟

سنغفر للحكام كلهم ونغفر للعشب ونغفر للاعبين والمدربين الآخرين وسندْمِغ بالرحمة على الفرق الأخرى، إلا هو…
إذا تدحرجت الكرة نحو مرمانا تدحرجت معها رأسه. » الأصلع« الذي حاول أن يدرب الجمهور على الهتاف والتشجيع، وجد جمهورا انتقل إلى تدريبه هو نفسه على الملعب وقواعده : أشركه في العاطفة،فانتقل إلى توظيف العقل ضده..

فانهالت عليه الانتقادات ..

لن نسأله إن كان يشعر بالبرد عندما نضعف. ولن نسأله إن كان دمه يتجمد في عروقه واللهفة تحرق صدره كلما اقترب الآخرون من المرمى عندنا… عليه أن يترك كل هاته العواطف لنا ويكتفي بالنصر.

ليس له من قدر سوى أن يهزم الآخرين ويترك لهم سرادق التعزية على طول المربع الأخضر، إذا لم يحقق ذلك، فإن الشعور الوطني سيصاب بنزلة البرد القاتلة، وسيضمر اعتزازنا، ونقارن بالذين لا يحبوننا في الجوار وفي الجنوب. نرى الشماتة في كل ابتسامة، حتى في إشهار البقرة الضاحكة.

هو الساحر

وهو الطوطم

وهو الرقية الشرعية

وهو الجن الذي سيخرج كل عفاريت الجسد الكروي المغربي إلى الملعب المنتصر. ليس له من بديل سوى أن ينتصر أو ينتصر أو … يختفي من قلوبنا. بعده، سنصاب بدوار من ارتفعوا إلى سماء الحلم ولم يجدوا أرضا يطرحون عليها آمالهم من جديد. هو المسؤول إذا تلعثمت يمنى الصيباري، أو ترددت يسرى أوناحي … نحن الذين صرنا كلنا مدربين الآن، سنتحول كلنا إلى سفاحين…
سنمثل بالرجل الذي ثقب السقف الزجاجي الذي بنته كبريات الكارتيلات الدولية… لكنه لم يواصل معنا المعجزة.
المعجزة لا بد لها من دوام كامل.. ليست صدفة، ولا توقيتا محددا..

لن نغفر له أنه عودنا على مذاق الكرز في كل كلمة نرفعها في الملاعب وفي المقاهي وفي البارات وفي المطاعم وقرب المساجد… إذا انتصر، كلنا فوق البوديوم وإذا انهزم، سيذهب إلى معتزل النسيان وحيدا، وسيردد الجمهور الغاضب مجددا «سير سير سير إلى القبر وحدك».

هكذا كنا وهكذا سنظل مع الولد الذي حقق معجزة منذ ثلاث سنوات. سرعان ما سئم بعضنا هاته المعجزة وطالبه بأن ينساها.. سيكون البطل الذي راح ضحية شهرته وضحية انتصاراته: هو الذي علمنا سر الفرح، وعليه أن يتحمل ما علمنا إياه!

لن يكون الأول في هذا المدى المترامي بين بحرين، فقد اعتادت الأمم دفن أنبيائها بين المحيط والخليج… واعتادت أن تأكل أبناءها الرائعين، سننسى أنه حقق حلمنا وسرى فينا مثل تيار كهربائي لذيذ، مثل قشعريرة المُدام الدافئ… وإذا نجح؟ في السؤال احتمال صعب وقاس، لا ليس هناك مجال للاحتمال.. وقتها سننسى، وسنواصل الحلم معه…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci