
أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، صباح يوم الإثنين 01 شتنبر 2025 بالرباط ، أن المغرب لا يحتمل تكرار سيناريو الانتخابات التشريعية لسنة 2021، التي اعتبرها محطة موسومة بممارسات غير مقبولة أضرت بالقيم الديمقراطية وزعزعت ثقة المواطنات والمواطنين في المسار الانتخابي.
وأوضح بنعبد الله، خلال ندوة صحافية ، لتقديم مذكرة إصلاح المنظومة الانتخابية استعدادًا لاستحقاقات 2026، أن العودة إلى تجربة مماثلة لسنة 2021، أو ما هو أسوأ منها، سيكون كارثيًا، بسبب ما شابها من استعمال مكثف للمال ودخول مفسدين إلى الحقل الانتخابي، حتى داخل مجلس النواب.
وشدد الأمين العام على ضرورة إبعاد كل من تحوم حوله شبهات فساد عن العملية الانتخابية، سواء كان في طور المتابعة القضائية أو أمام قاضي التحقيق أو له سوابق في هذا المجال، مشيرًا إلى أن السماح بتغلغل الفاسدين داخل المؤسسات يشكل تهديدًا مباشرًا للمستقبل السياسي والديمقراطي للبلاد.
وانتقد بنعبد الله الخطاب المطمئن الذي يقلل من خطورة ما وقع في انتخابات 2021، معتبرًا أن الواقع يكشف العكس، حيث تكفي مؤشرات المشاركة وموقف الشباب من الانتخابات لتوضيح حجم الأزمة، مضيفًا أن مصير المغرب مرتبط بقدرته على إعطاء صورة جديدة كليًا للعملية الانتخابية.
كما أبرز أن الرهان الأساسي اليوم يتمثل في توفير شروط سياسية وتنظيمية كفيلة بضمان انتخابات نزيهة وذات مصداقية، قادرة على إعادة الثقة للمواطنين وفتح المجال أمام كفاءات شابة ونسائية تحمل نفسًا وطنيًا متجددًا يبعث الأمل في المستقبل.
واعتبر المسؤول الحزبي أن المرحلة الراهنة تقتضي تغيير المناخ الانتخابي وصياغة تعاقد سياسي جديد بين الأحزاب، يقوم على ميثاق يحدد قواعد المنافسة السياسية على أساس النزاهة ومحاربة الفساد وتشجيع المشاركة الواسعة.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن التجارب السابقة للميثاق الانتخابي أثبتت نجاعتها في ترسيخ مبادئ أساسية التزمت بها الأحزاب، غير أن الظرفية الحالية تستدعي تجديد هذا التعاقد من خلال إجراءات عملية تشمل تنقية اللوائح الانتخابية، واقتراح تدابير ملموسة لتحسين المناخ السياسي وضمان مؤسسات تمثيلية قوية تمهد لانطلاقة إصلاحات جديدة.
وانتقد بنعبد الله تراجع الحكومة عن متابعة تنفيذ مضامين النموذج التنموي الجديد، رغم أهميته كوثيقة مرجعية لمسار التنمية، مؤكدًا أن التحضير لآفاق 2030 يستوجب نفسًا ديمقراطيًا جديدًا وإصلاحات عميقة، إلى جانب مؤسسات منتخبة قادرة على إفراز حكومة قوية تدير شؤون البلاد وتفتح آفاق انفراج سياسي يطلق مرحلة جديدة.
واختتم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية كلمته بالتأكيد على أن المغرب لا يملك ما يخشاه، داعيًا إلى التحلي بالجرأة السياسية والانفتاح على إصلاحات حقيقية تعيد الثقة وتنعش الأمل في المستقبل.


