في حوار صادق ومليء بالعفوية، فتح الممثل المغربي مالك أخميس قلبه لجريدة الكوليماتور، متحدثًا عن مسيرته الفنية، وطفولته، وأحلامه التي نسجت بين أزقة درب السلطان في الدار البيضاء الذي صقل شخصيته وأغنى مخيلته.
يقول أخميس للكوليماتور : “كبرت في درب السلطان، حيث التعايش بين طبقات اجتماعية مختلفة، هناك تشربت ملامح الناس وتعلمت كيف أرى الحياة بعدة زوايا”.
مالك اخميس التحق لاحقا بكلية الآداب ببن مسيك، وهناك كانت البذرة الأولى لشغفه بالمسرح، قبل أن يحزم حقائبه صوب فرنسا لمواصلة التكوين الأكاديمي في فنون الركح.
يؤكد أخميس أن المسرح هو ملاذه الأول، ويجد فيه راحته النفسية، وهو المجال الذي يمنحه حرية الغوص في أعماق الشخصيات وتجربة حيوات متعددة، رغم حبه الكبير للسينما، إلا أن التلفزيون لم يمنحه نفس الفرص، إذ صرّح بحسرة: “الظهور لي قليل في التلفاز، لا أعرف لماذا ؟، و الأرزاق بيد الله”.
وقال أخميس ،أول ظهور سينمائي كان من خلال فيلم “درب مولاي الشريف” للمخرج حسن بنجلون، الذي شكل نقطة الانطلاقة الفعلية لمشواري، ومن هناك بدأت خطوات تتوالى، بإصرار وعزيمة وشغف لا ينطفئ.
وعن تكوينه في فرنسا، عبّر أخميس بإعجاب عميق لما لمسه هناك من تقدير للفن والثقافة، قائلاً: “في ليلة واحدة يمكن أن تجد أكثر من 100 مسرحية من مختلف الألوان، بينما نحن في المغرب لا نزال نخطو خطوات أولى نحو ترسيخ الثقافة “.
وأضاف: “في فرنسا، يعلمونك كل شيء: من الوقفة إلى النظرة، وكيف تعيش الشخصية بكل تفاصيلها”.
أخميس لا يحب الأدوار السهلة، ويعتبرها غير محفزة: قال “أنا أعشق الأدوار الصعبة والمعقدة، لأنها تسمح لي بالخروج من ذاتي واستنشاق حياة أخرى… الجرأة مطلوبة، لكن يجب أن تخدم القصة، لا أن تكون مجانية”.
عن المسرح المغربي، أبدى تفاؤله النسبي، مشيرًا إلى التطور الملحوظ عبر الجوائز التي حصدتها المسرحيات المغربية في خارج البلد، لكنه شدد على أن الطريق لا يزال طويلاً نحو تحقيق صناعة مسرحية وسينمائية حقيقية.
أما على مستوى الأعمال القادمة، فكشف أخميس عن مشاركته في عدة أفلام لم تُعرض بعد، منها: “الممثلة “, “موشي”، “أمير”, إضافة إلى فيلم “أمل” الذي تم توزيعه خارج المغرب، وأيضًا مشاركته في سلسلة بوليسية تحت عنوان “كوان”, من إخراج هشام العيوش، ياسمين بنكيران ونور الدين الخماري، حيث لعب دورًا في حلقتين من إخراج هذا الأخير.
كما يواصل تألقه في المسرح بمسرحية “سفر” باللغة الفرنسية.
أخميس يعتبر كل الأدوار التي جسدها عزيزة على قلبه: “حين أقبل بدور، يجب أن أكون مقتنعًا به تمامًا”، ويستذكر أول أجر له في مسرحية، وكان 200 درهم، قائلاً: “كنت فرحان بها بزاف، كانت عندها قيمة كبيرة في قلبي”.
أما عن غياب بعض الرواد عن الساحة، فأرجعه لسياسات شركات الإنتاج، متسائلًا بحرقة: “لماذا لا يُستدعون؟ هؤلاء الناس هم من وضعوا لبنات هذا المجال!”.
ولم يخفِ استياءه من بعض “الممثلين الظاهرة” الذين يعتمدون على شهرتهم في وسائل التواصل الاجتماعي دون تكوين حقيقي، قائلاً: “ليست لدي مشكلة مع أي شخص، لكن من أراد التمثيل فعليه أن يدرس ويتعلم، المغرب ليس هو الخارج، والبقاء سيكون للأصلح فقط”.
وفي ختام الحوار، وجه مالك أخميس رسالة ملهمة للشباب قائلاً: “آمن بنفسك، وبما تقدمه من قلبك، لأن الفن رسالة وليس مجرد شهرة… أما للجمهور فأقول: شكراً، لأن محبتكم هي الوقود الحقيقي لمسيرتي”.