بقلم: زكية لعروسي
احتفت اليونيسكو البارحة باليوم العالمي للثقافة الإفريقية في حدث استثنائي، حضره نخبة من الشخصيات الإفريقية وسفراء الثقافة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم سفير المغرب لدى اليونيسكو، السيد سمير الدهر. رجل حمل شعلة التراث المغربي عاليا، وأبدع في إبراز غنى الثقافة المغربية بلمساتها الأصيلة وفرادتها الساحرة.
كان هذا الحدث، الذي تميز بتقديم عروض ثقافية غنية ومتنوعة، فرصة ذهبية لتسليط الضوء على الإرث المغربي غير المادي. وفي مقدمة هذه العروض، كانت “الدقة المراكشية جواد” هي الجواد الرابح، إذ أشعلت أجواء القاعة بنغماتها العريقة التي صدحت بأصوات رجال ونساء جسّدوا عبق التاريخ المغربي وحضوره البهيّ.
ما يقوم به السيد سمير الدهر ليس مجرد عمل بروتوكولي، بل هو جزء من مهمة وطنية سامية تهدف إلى رفع راية التراث الثقافي المغربي عاليًا في وجه محاولات الاستيلاء أو التهميش. فإدراج عناصر الثقافة المغربية ضمن قائمة اليونيسكو للتراث غير المادي يُعد انتصارا كبيرا يُعزز دور المغرب كقوة ثقافية مؤثرة في القارة الإفريقية وعلى المستوى الدولي.
هذا العمل الدؤوب الذي يقوده السفير الدهر ينسجم مع الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من التعاون الثقافي مع إفريقيا محورا أساسيا في سياسته. ومن خلال هذه الدبلوماسية الثقافية، يساهم المغرب في حماية التراث الإفريقي المهدد، مع إبراز تنوعه الغني كجزء لا يتجزأ من الهوية الإفريقية والعالمية.
أبعد من مجرد الحفاظ على التراث، يعكس تنظيم اليوم العالمي للثقافة الإفريقية من طرف اليونيسكو، بمشاركة المغرب، التزاما عميقا بجعل الثقافة وسيلة للتنمية المستدامة. فالترويج لتراثنا الثقافي يساهم في تعزيز التفاهم بين الشعوب، سواء داخل القارة الإفريقية أو عبر الأجيال والمجتمعات المغربية في المهجر.
وسط هذه الأجواء المفعمة بالاعتزاز والانتماء، يظهر الشباب المغربي والإفريقي كأمل مشرق للمستقبل، تحت إشراف شخصيات مثل السفير سمير الدهر، الذين يجسّدون بحق المثل القائل: “الرجل المناسب في المكان المناسب.” فقد وعيت، وسط هذا المشهد، بأن أمانة التراث بين أياد أمينة، قادرة على حمايته والإعلاء به نحو آفاق جديدة.
يبقى السفير سمير الدهر نموذجا مشرفا للدبلوماسية الثقافية المغربية، وسفيرا حقيقيا للتراث الإفريقي على الساحة العالمية. عمله يثبت أن الثقافة ليست مجرد مرآة للماضي، بل هي أيضا بوابة للمستقبل، وأداة للحوار والتنمية والوحدة بين الشعوب.