مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي: إحياء التراث الروحي وتعزيز الهوية الثقافية المغربية-فيديو

افتتح مساء الجمعة مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي بحضور عدد من الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية، إلى جانب جمهور كبير من محبي هذا التراث الروحي.

يُنظم المهرجان من قبل مجلس مقاطعة باب لمريسة تحت شعار “أنوار التراث الصوفي بين الفكر والذكر”، ويستمر من 18 إلى 27 أكتوبر 2024، ليشكل مناسبة مهمة لتسليط الضوء على التراث الصوفي للمدينة القديمة في سلا، الذي يُعد جزءًا أصيلاً من الهوية الثقافية والدينية للمغرب.

تم إحياء حفل الافتتاح مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي ، من قبل المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية، برئاسة الأستاذ معاذ القاديري من مدينة وجدة.

في تصريح خاص لـ”الكوليماتور”، أوضح السيد عبد القادر الكيحل، رئيس مجلس مقاطعة باب لمريسة، أن المهرجان يُعد محطة روحية، فكرية، اجتماعية، وثقافية تسعى إلى إبراز التراث اللامادي لمدينة سلا. كما شدد على أهمية تفعيل دور الفاعلين المحليين والمنتخبين في الحفاظ على هذا التراث، من خلال الأنشطة التي تتضمن سهرات للسماع والمديح بمشاركة فرق وطنية، بالإضافة إلى أنشطة تتعلق بالزوايا المنتشرة في المدينة العتيقة.

وخلال  افتتاح فعاليات المهرجان، تم تكريم عدة شخصيات بارزة تقديرًا لجهودهم في دعم الثقافة الصوفية والحفاظ على التراث الروحي، يُمثل هذا التكريم رسالة شكر واعتراف بدور هؤلاء الفاعلين في ضمان استمرارية هذا التراث الغني.

من جهته، أوضح خالد ميارة الإدريسي، مدير المهرجان، في تصريح لجريدة “الكوليماتور”، أن المهرجان يأتي في إطار الحرص على الاهتمام بالتراث المادي واللامادي لمدينة سلا.

وأكد أن الاهتمام بالجوانب الروحية يعكس التزامًا قويًا بالحفاظ على الهوية المغربية، مضيفًا أن المهرجان يُشكل فرصة للاحتفاء بالذاكرة الجماعية التي تُمثل جانبًا مهمًا من هوية المدينة والمغرب.

يُبرز مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي أهمية الحفاظ على التراث الروحي الغني الذي تُميز به مدينة سلا والمغرب ككل، من خلال الأنشطة المتنوعة التي تجمع بين السماع، المديح، والفعاليات الفكرية والاجتماعية.

كما يُساهم المهرجان في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للأمة المغربية، ويعكس المهرجان التقدير العميق للجهود التي تبذلها الشخصيات والمؤسسات في دعم التراث اللامادي، مما يُعزز روح التماسك الاجتماعي ويؤكد على قيم الاعتدال والتسامح التي يمثلها التصوف في الثقافة المغربية.