الحسين كوجاني لـ”الكوليماتور” استعادة أمجاد ألعاب القوى المغربية تتطلب إصلاحات عاجلة وجذرية

قال الحسين كوجاني، المسير السابق لنادي الاتحاد الزموري الخميسات لألعاب القوى،  أن رياضة ألعاب القوى المغربية كانت ذات مكانة رفيعة في قلوب المغاربة، فقد قدمت إنجازات بارزة على الصعيد الدولي، بدءًا من فضية عبد السلام الراضي في الماراثون بروما عام 1960، وصولاً إلى ذهبيتي هشام الكروج في أثينا عام 2004، وذهبيتي نوال المتوكل وسعيد عويطة في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، لكن على الرغم من هذا المجد التاريخي، فإن الوضع الراهن لرياضة ألعاب القوى المغربية يثير القلق والأسى.

وقال الحسين كوجاني لـجريدة الكوليماتور ، منذ تولي عبد السلام أحيزون رئاسة الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى في عام 2006، عرفت الرياضة حالة من التردي والإنهيار، على مدار 18 عامًا، شهدت ألعاب القوى المغربية تراجعًا ملحوظًا، رغم وفرة الإمكانيات والموارد المتاحة.

وأضاف كوجاني، لم تتوقف الأوضاع عند هذا الحد، بل وصلت إلى مرحلة التدمير الذاتي، مما أدى إلى غياب العدائين المغاربة عن منصات التتويج في المحافل الدولية الكبرى، باستثناء الميدالية الوحيدة التي حققها البطل سفيان البقالي في الأولمبياد الأخير.

و أضاف المتحدث نفسه، تعتبر هذه النتائج المخيبة للآمال تجسيدًا لغياب الرؤية والتخطيط الاستراتيجي الفعال، فضلاً عن نقص الكفاءات ذات الخبرة والحنكة في مجال رياضة ألعاب القوى. وفي ضوء هذا الوضع المؤسف، يجب على جميع الجهات المعنية أن تتحرك بسرعة وشجاعة لإنقاذ هذه الرياضة النبيلة من الانهيار والتلاشي، وإعادة إحياء أمجادها.

وأضاف السيد الحسين كوجاني لـجريدة الكوليماتور،” بصفتي مسيرًا سابقًا في نادي الاتحاد الزموري الخميسات لألعاب القوى (1996-2006)، ومن خلال اطلاعي على خبايا اللعبة وكمتتبع غيور على هذا القطاع، أود أن أقدم مجموعة من التوصيات والمقترحات التي أعتقد أنها يمكن أن تسهم في معالجة الوضعية المأزومة الحالية، والتي لا تشرف البلاد:

  1. تنحي أحيزون عن الرآسة أو إقالته وحل مكتبه الجامعي وإعادة تشكيل مكتب جامعي جديد يضم نخبة من الكفاءات الرياضية والتدبيرية ذات الصلة الوثيقة بالمجال.
  2. إجراء تغيير شامل على الإدارة التقنية للجامعة وعلى أسلوب ومنهجية العمل وطرق الاشتغال.
  3. استقطاب الكفاءات ورد الإعتبار للأطر التقنية الوطنية المتمرسة المشهود لها بالخبرة والتجربة على الصعيدين الوطني والدولي.
  4. الإدماج الفوري للأبطال السّابقين في المنظومة الرياضية على مستوى التأطير والتكوين والتسيير والعلاقات الدولية والتواصل.
  5. وضع مخطط وطني للتّنقيب عن المواهب والطاقات الواعدة وإعداد الأبطال بعقلية احترافية صرفة مع الاستثمار الأمثل للمراكز الجهوية للتكوين المصابة بالعقم و الشّلل.
  6. جمع شمل أسرة ألعاب القوى الوطنية دون إقصاء ولا تمييز للإسهام الجماعي في النهوض السريع بهذا القطاع.

إن استعادة مجد ألعاب القوى المغربية يتطلب تصحيح المسار وإصلاح الأوضاع الحالية، وتضافر الجهود الوطنية لإنقاذ هذه الرياضة الشعبية من الانهيار. نأمل أن تكون هذه التوصيات بداية لتحقيق تغييرات جذرية من شأنها إعادة الرياضة المغربية إلى قمة التميز والإنجازات الدولية.