بعد أكثر من سبع سنوات في الجزائر، قام كزافييه درينكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، بكشف حقائق مدهشة حول الوضع السياسي في البلاد، مسلطاً الضوء على جوانب معقدة ومخفية من النظام الجزائري.
في مقابلة مع صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، قدم درينكور، المعروف بتميزه في فهم الجزائر، تحليلات عميقة وملاحظات حادة حول السياق السياسي في البلاد. وصف البيئة السياسية بالجزائر بأنها محاطة بالخوف، مشيراً إلى تناقضات مستمرة في العلاقات بين فرنسا والجزائر، والتي تتراوح بين التقدير والاستياء.
تطرق السفير السابق إلى التناقضات التي يغذيها النظام الجزائري، ووصفه بأنه يعتمد بشكل كبير على “الكراهية للفرنسيين”. وأشار إلى تضارب في مواقف الجزائريين الذين يطلبون المزايا الفرنسية مثل الدراسة في المدارس الثانوية أو الحصول على تأشيرات، في حين يعتبرون فرنسا عدواً دائماً.
وتحدث درينكور أيضاً عن لقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، حيث انتقد ماكرون بشدة بوتفليقة بسبب مسؤوليته المزعومة عن الصعوبات التي يواجهها الشباب الجزائري. ولاحظ درينكور بانتباه تغيير مواقف ماكرون، مما يظهر انتقاله من موقف صارم إلى موقف أكثر تسامحاً.
في كتابه “اللغز الجزائري: سجلات سفارة في الجزائر”، وصف درينكور تجربته الدبلوماسية بلا تحفظ. ووصف البلد بأنه يتميز بنظام سياسي عسكري غامض، حيث يبدو أن الخوف هو القوة الرئيسية وراء سياسته. وأشار إلى أن هذا الخوف يعززه خطاب متناقض للسلطات الجزائرية، الذي يتراوح بين العداء لفرنسا والرغبة في استغلال فوائدها.