واصل الدولي المغربي، حكيم زياش، تألقه مع المنتخب المغربي الأول لكرة القدم، في منافسات كأس أمم إفريقيا التي تجرى بالكوت الديفوار.
ولد حكيم زياش وسط عائلة فقيرة، في 19 مارس 1993 ببلدة “درونتن” في هولندا، وكان أصغر أشقائه التسعة من أبوين مغربيَّين، ينحدران من بلدة “تافوغالت” نواحي مدينة بركان شرق المغرب، وكانا قد هاجرا إلى هولندا عام 1967، بحثا عن ظروف عيش أفضل.
حكيم زياش لاعب كرة قدم مغربي، واختار اللعب لأسود الأطلس، مات والده في سن مبكرة وعانى في طفولته، قبل أن يجد طريقه إلى التألق بعد استماتة أمه ونصيحة ومساعدة أول مدرب له.
لعب حكيم زياش -الذي يلقب بـ”الساحر المغربي”- الكرة في الشوارع، واكتشف هناك موهبته مبكرا. ثم بدأ مسيرته الرياضية عام 2001 من خلال “نادي ريال درونتن” الهولندي. وتدرج في العديد من الفرق هناك، حتى انتقل إلى “أياكس أمستردام” عام 2016، ثم “تشلسي” الإنجليزي الذي يلعب في صفوفه منذ يوليو/تموز 2020.
لقب صاحب القدم اليسرى المميزة، بـ”الجوهرة المغربية”، وصنف أفضل صانع ألعاب عربي، لكنه قال “لست النجم الأكبر، أنا فقط أقوم بعملي داخل الملعب وأحاول القيام بالأفضل من أجل بلدي”.
ورفع نجم “الأسود”، رصيده إلى 22 هدفا في المركز الثالث، لأفضل الهدافين عبر التاريخ.
واقترب حكيم زياش، من تحطيم رقم صلاح الدين بصير، صاحب المركز الثاني بـ27 هدفا.
ويزال الأسطورة المغربية، أحمد فرس، يتصدر قائمة أفضل هدافي المنتخب المغربي برصيد 36 هدفا.
ليس لدى عاشق “السباكيتي” من طقوس قبل المباريات، فقط يرتدي سدادات الأذن لينعم بالهدوء. وعند عزف النشيد الوطني المغربي، “ينظر للأسفل، ويحاول أن يكون مركزا ويستشعر تلك الصرخات الآتية من الجمهور”، حسب ما جاء في أحد تصريحاته.
وبعد الأزمات التي عاشها، يعد مونديال قطر النافذة التي اقتحم بها “زياش” المشهد الكروي من جديد. وذلك بعد أن لفت الأنظار في “الدوحة” بلعبه القتالي، وبتمريراته المتقنة والحاسمة.
فتح مدرب الأسود وليد الركراكي صفحة جديدة مع زياش، وتم إدماجه مجددا في التشكيلة التي رحل بها إلى الدوحة للمشاركة في منافسات نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وبعد الأداء الجيد والتعادل الثمين للأسود أمام كرواتيا، والانتصار التاريخي ضد بلجيكا. أبان أداء الدولي المغربي عن صواب مطالب الجماهير التي كانت تنادي بعودته لتعزيز صفوف المنتخب المغربي خلال مرحلة “حليلوزيتش”.
وأشاد به الركراكي في المؤتمر الصحفي عقب الفوز على بلجيكا قائلا: “هذا اللاعب مذهل، بعودته عادت الروح إلى صفوف المنتخب، يقول الكثير من الناس عنه إنه شخص مجنون ولا يمكن إدارته وقيادته مع مجموعة ولا يمكنه مساعدة الفريق، لكن ما لاحظته شخصيا هو أنه عندما تمنحه الحب والثقة يمكنه أن يموت من أجلك”.
وتابع “إنه لاعب كبير يلعب في صفوف فريق كبير في أوروبا وكما ترون فقد أصبح لاعبا آخر مع المنتخب المغربي، ما يحتاج إليه هو أن يمنحه المدربون الثقة على أساس أنه نجم، وهو نجم في صفوف المنتخب المغربي”.