في ظل النزاع المستمر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، تتفاقم الأوضاع ،وتكتمل الصورة بشكل مرعب، ولا يوجد مبرر أخلاقي وسياسي لسلسلة الاعتداءات الإرهابية على المدنيين، التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية، خاصة الاعتداءات الدموية على الأماكن المقدسة ودور العبادة اليهودية والإسلامية.
فهذه الأعمال الإرهابية تخالف أبسط القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية وتناقض كل الشرائع السماوية، تطرح الاشكاليات الخفية مهمة حول المبررات والتداعيات.
-فهل يمكن اذن أن يبرر هجوم إسرائيل على حماس ؟ الذي شمل قطع الكهرباء والمياه والغاز عن سكان غزة؟ وكيف يمكن تفسير استخدام قنابل الفسفور الأبيض في المناطق الحضرية المكتظة؟ وما هو دور الجيش الإسرائيلي في إخلاء 1.1 مليون نسمة خلال 24 ساعة؟.
تظهر هذه الأحداث الصادمة جليا أن الحرب المتجددة في غزة ترتبط بقضايا أعمق تستدعي التفكير والبحث.
يبدو أن جرائم الحرب المرتكبة تحت مسمى “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” تزيد من تعقيدات الوضع، وتجعل البحث عن حلاً سياسياً أمرًا ضروريًا.
حيث تستعرض هذه الحرب مرة أخرى الحاجة الملحة للوصول إلى نتيجة سياسية لهذا الصراع المستمر لأكثر من سبعين عاماً.
ومع تزايد الدور الإيراني في المنطقة، يثير تدخلها المالي والعسكري في حماس تساؤلات كثيرة حول الدوافع والنتائج المحتملة؟وهل تمتلك إيران حقًا في دعم النضال الفلسطيني؟ وهل يُستخدم هذا الدعم لأجندة إيران الخاصة في المنطقة، مع تأثيراته الوخيمة على الدول المجاورة؟
ببساطة، هذه الأحداث تبرز أهمية التسوية الدائمة لهذا النزاع وضرورة التحلي بالحكمة والحوار، بدلاً من التصعيد العسكري.
إن السعي نحو حل عادل وشامل، يحقق السلام للطرفين المتنازعين، يبقى الخيار الوحيد الذي يحقق الاستقرار ويضع حدًا لهذه الحروب المستمرة، وفي غياب حل سياسي، يظل الشعب الفلسطيني هو الذي يتحمل عبء تلك الآثار المدمرة.