بتوجيه وإشراف شخصي من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تواصل وكالة بيت مال القدس الشريف عملها الميداني لفائدة الشعب الفلسطيني في مدينة القدس وجهودها في أداء رسالتها في حماية القدس الشريف ودعم صمود أهلها المرابطين.
وتنطلق منهجية العمل التي توجه عمل الوكالة، الذراع الميدانية للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، في المدينة المقدسة من فهم صحيح للتحولات المجتمعية المتسارعة التي تشهدها المدينة على أكثر من صعيد.
وتسير الوكالة على هدي التعليمات السامية للملك الذي وجه عملها للعناية بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمدينة، والاهتمام بسكانها الفلسطينيين المرابطين على أرضهم المباركة، وذلك بتنفيذ مشاريع يعود أثرها المباشر والملموس عليهم.
وتتجسد جهود وكالة بيت مال القدس الشريف في حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع لا سيما في المجالات الاجتماعية؛ مثل الصحة والتعليم والسكن، والتي ساهمت بشكل ملموس في تحسين حياة الفلسطينيين، والحفاظ على التراث الديني والحضاري للمدينة المقدسة.
وبتمويل من المملكة المغربية، تقوم الوكالة بتنفيذ برامج ومشاريع ذات طابع تنموي، واجتماعي وثقافي، من شأنها دعم صمود المقدسيين وتثبيت وجودهم على أرضهم.
وفي هذا الصدد، بلغت قيمة المشاريع التي تم تنفيذها من قبل الوكالة منذ إحداثها حتى نهاية يونيو 2022، أكثر من 64 مليون دولار مكنت من تقديم العون (المساعدات) للسكان الفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة، والحفاظ علـى المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة الأخرى في المدينة وصيانة تراثها الحضاري والديني والثقافي والعمراني .
وتبقى المملكة المغربية، منذ عام 2011، المساهم الرئيسي في ميزانية الوكالة بنسبة 100 في المائة من مساهمات الدول، وأزيد من 86 في المائة من مساهمات المؤسسات والأفراد، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للبرامج والمشاريع المعتمدة لوكالة بيت مال القدس الشريف خلال سنتي 2021 و 2022، ما قيمته 2.5 مليون دولار، موزعة على قطاعات التعليم والصحة والإعمار والمساعدة الاجتماعية، تزامنا مع تفشي جائحة كوفيد – 19، وما تركته من آثار اقتصادية ونفسية على ساكنة القدس.
ورغم محدودية التمويل، تستمر الوكالة في تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية، وفق مقاربة اجتماعية وإنسانية، يعود أثرها المباشر على أهل القدس، مما جعل الوكالة في طليعة المؤسسات العاملة في القدس ؛ حيث قامت منذ إنشائها بتمويل عدة مشاريع حيوية في الميدان الاجتماعي والثقافي والتعليم والصحة والإسكان ، كان لها الأثر المباشر والملموس على حياة السكان.
++ مشاريع حيوية في ميادين عدة كان لها وقع مباشر على حياة السكان.
وبرسم السنة المالية 2022، أطلقت الوكالة عددا من المشاريع الاجتماعية ذات الأثر الإنساني الملموس على المستفيدين، توزعت على مجالات التعليم والصحة ومشاريع المساعدة الاجتماعية والثقافة والفنون والنشر والتوثيق والإعلام وحرية الصحافة .
واعتمدت الوكالة منهجية الدعم المباشر للفئات الأكثر حاجة من خلال إطلاق حزمة التمويل الموجه لمشاريع الجمعيات في إطار برنامج “المبادرات الأهلية للتنمية البشرية” بميزانية سنوية لا تقل عن 400 ألف دولار، وبرنامج التنشيط الثقافي والفني لدعم نشاط المراكز الثقافية الرئيسية في المدينة بميزانية 120 ألف دولار أمريكي، ثم ميزانية برامج المساعدة الاجتماعية الموجهة للفئات المحتاجة، وجمعيات الأشخاص في وضعية الإعاقة.
كما دعمت الوكالة خلال هذا العام، برنامج المخيمات الصيفية في القدس وفي المغرب واستفاد منه أزيد من 3000 آلاف طفل وطفلة موزعين على 13 جمعية، بما فيها مخيمات ت نظم لأول مرة في مكتبة المسجد الأقصى المبارك، ومخيم أبناء الجالية المغربة في القدس.
ثم أطلقت الوكالة خلال شهر شتنبر الماضي حزمة جديدة من المشاريع بكلفة بلغت مليون دولار أمريكي، توزعت على قطاعات الصحة والتعليم والثقافة وبرنامج كفالة الأيتام، سيكون لها أثرها على تحسين جودة التعليم في الحرم الجامعي التابع لجامعة القدس ببيت حنينا، وتحسين شروط التكفل بأموات المسلمين، بإحداث وحدتين لتغسيل الأموات وحفظ الجثث بمستشفى المقاصد، فضلا عن رعاية 10 مدارس رئيسية تابعة لمديرية التربية والتعليم في المدينة.
وتأتي هذه المشاريع الاجتماعية ذات البعد الإنساني في إطار مواصلة الوكالة، لبرامجها ومشاريعها الاجتماعية الداعمة للقدس ولأهلها، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، الذي يوجه الوكالة بالتركيز على المشاريع الملمومسة التي يعود أثرها على الساكنة.
كما تبذل الوكالة في إطار اختصاصاتها كل الجهود لحماية قدسية المدينة وصيانة مركزها الديني والحضاري، والحفاظ على وضعها القانوني، وتوفير أسباب العيش الكريم لساكنتها، وكذا الانخراط في مسار تكريس قيم العيش المشترك في هذه المدينة المقدسة، تجسيدا لروح “نداء القدس”، الذي وقعه أمير المؤمنين الملك محمد السادس مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان في الرباط يوم 30 مارس 2019.
وأكد محمد سالم الشرقاوي، المدير الم كلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، استمرار الوكالة في أداء واجباتها في دعم القدس والمقدسيين بفضل الرعاية الكريمة الموصولة للملك محمد السادس، لعمل المؤسسة، مضيفا أن الملك ي وجه في كل مناسبة بتلازم مسارات خدمة القدس على المستوى السياسي والدبلوماسي، وعلى المستوى الاجتماعي الميداني.
وتابع أن حصيلة عمل الوكالة في القدس تبقى مشرفة، رغم محدودية التمويل، و” نحن نشعر بذلك من خلال الإقبال المتزايد للمؤسسات المقدسية، من مختلف المشارب والمرجعيات والاختصاصات، على طلب الدعم، لاسيما بعد توقف بعض الهيئات الدولية عن تقديم المساعدة للمقدسيين ، وفرض البعض الآخر لشروط يرفضها الفلسطينيون “.
لذلك ، يقول الشرقاوي، “نجد أنفسنا أحيانا مضطرين لاعتماد معايير صارمة لتأمين التوزيع العادل لأموال الدعم، وضمان وصولها إلى مستحقيها على الوجه الأمثل، وذلك باختيار المشاريع الملموسة التي يعود أثرها على الناس في قطاعات الصحة والتعليم والإعمار والترميم، والثقافة والشباب والرياضية ومشاريع التنمية البشرية وبرامج المساعدة الاجتماعية “.
وعبر عن الأمل في أن تتمكن الوكالة، برسم خطة عملها لسنة 2023، التي تصادف مرور 25 عاما على هيكلتها وشروعها الفعلي في عملها، من مضاعفة الإنجاز، الذي لا يتعدى في الوقت الراهن معدل 3.5 مليون دولار ، مشيرا إلى وضع الوكالة عددا من المشاريع القابلة للتنفيذ، مع تصور خاص بتنويع مصادر التمويل، ي مكن الشروع في تنزيله ، إذا توفرت الشروط المناسبة لذلك.