إن الانجازات التي حققتها كل من قطر على مستوى التنظيم، والمغرب على صعيد النتائج والفرجة الكروية اعتبرت عنوان مجد غير مسبوق ومصدر فخر للأمة العربية والافريقية سيكون له ما بعده .
لقد نجح المغرب بفضل ما حققه المدرب الشاب الطموح وليد الركراكي من صناعة مجد كروي كان إلى حدود الأمس بمثابة حلم غير قابل للتحقق إلى أن أصبح حقيقة على أرض الواقع يسير بذكرها عشاق المستديرة والنقاد وأصحاب الرأي عبر أرجاء المعمور .
إن هذا الإنجاز التاريخي والمجد الكروي الذي صنعه أبناء الأقصى ودخلوا به التاريخ من أبوابه الواسعة رسم واقعا آخر وفجر فرحة شعبية كبيرة ليست سوى تعبير عن فرح يخص هذه الجماهير التي رأت أن الفريق الوطني جزء من انتماء عربي وإفريقي ، يمثلهم ويلعب باسمهم، حيث أن انتصاراته تخلق هذه النشوة الجماعية الجامحة.
ولم يدخل المغرب التاريخ بأدائه البارع فقط بل بالرسائل والقيم التي سعى اللاعبون الى تسويقها خلال كل فرحة بالانتصار… النية وشكر الله والتضامن والروح الوطنية والبر بالوالدين …والتي نالت استحسان الجميع.
أما قطر او بالاحرى ” أم الدنيا ” التي تفوقت على كل الذين شككوا في قدراتها على تنظيم كأس العالم ، فقد قدمت للعالم تنظيما محكما لكون القائمين على أمر هذا التنظيم أدركوا ،كما الشأن بالنسبة للمغرب ، أنهم لا يمثلون بلدهم بل يمثلون شعوبا ينظر إليها بنظرة دونية وعلى أنها لا تملك كلمة أو رأيا.
لقد تمكنت قطر من نيل شرف تنظيم نسخة مميزة من كأس العالم يحق للعرب التفاخر بها ، فيما استحق المغرب حمل لقب سفير العرب وإفريقيا في المربع الذهبي على بعد خطوة واحدة من أمل معانقة اللقب ، وكليهما تمكنا من كتابة تاريخ مشرق لأمة وقارة وصناعة فرحة مفقودة .